شارك يوم الجمعة 15 مايو الجاري السفير حمدي سند لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية في مراسم التوقيع على اتفاق السلام بين الفرقاء في مالي في العاصمة المالية باماكو، ويعتبر الاتفاق نهاية للحرب الأهلية التي اندلعت عقب الانقلاب الذي أطاح بحكم الرئيس توماني توري في مارس 2012، حيث استغلت بعض الحركات الانفصالية والجماعات المتطرفة حالة عدم الاستقرار التي شهدتها البلاد للانفصال بشمال مالي عن باقي البلاد وأدى ذلك لتدخل المجتمع الدولي وجماعة غرب أفريقيا الإيكواس عسكرياً بناء على طلب السلطات الانتقالية في مالي لفرض نفوذ الدولة على كامل أراضيها وافساح المجال أمام الحل السياسي وإجراء الانتخابات، حيث تم انتخاب الرئيس الحالي إبراهيم بوبكر كيتا في سبتمبر 2013 بناء على اتفاق واجادوجو، واستضافت الجزائر مراسم التوقيع على اتفاق السلام بالأحرف الاولى في مارس الماضي.
تشهد العلاقات الثنائية بين مصر ومالي زخماً ونشاطاً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة، حيث قام المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء – وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية آنذاك- بزيارة إلى مالي في سبتمبر 2013 للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس كيتا، وشارك الرئيس المالي بدوره في مراسم تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي في يونيو 2014 كما شارك في مؤتمر دعم الاقتصاد المصري الذي عقد في مارس 2015 بشرم الشيخ، وذلك فضلاً عن قيام رئيس الوزراء المالي موسى كارا بزيارة إلى القاهرة في اغسطس 2014 على رأس وفد رفيع المستوى تضمن عدد من قيادات الجيش المالي، وقيام وزير الدفاع المالي بزيارة إلى القاهرة في فبراير الماضي وغيرها من الزيارات العسكرية رفيعة المستوى المتبادلة والتي تهدف لتقديم مصر الدعم والخبرة للجانب المالي لبناء قدراته. كما تشارك مصر بسرية شرطة عسكرية ومراقبين من الجيش والشرطة بقوات الأمم المتحدة لحفظ السلام وتثبيت الاستقرار في مالي المعروفة بالـMINUSMA.
وبجانب العلاقات السياسية المتميزة وعلاقات التعاون العسكري بين البلدين تقدم مصر العديد من المساعدات الإنسانية والتنموية إلى مالي، حيث تم على سبيل المثال إهداء الجانب المالي وحدة أطفال مبتسرين وإنشاء قسم لطب وجراحة العيون في إحدى مستشفيات مالي، فضلاً عن الدورات التدريبية التي تقدمها مصر للكوادر المالية في مختلف المجالات مثل الطاقة الجديدة والمتجددة، والزراعة، والتعليم، والمنح والدورات التي يقدمها الأزهر الشريف لنشر الفكر الإسلامي المعتدل بالبلاد.