أدوية جديدة تنقل علاج الأورام من مرحلة التلطيف الى الشفاء بنسبة ٧٠٪، وأنخفاض عمر الإصابة بأورام القولون فى مصر لأعمار صغيرة تصل الى ١٥ عام كانت تلك أهم ما أعلن عنه المؤتمر الصحفى الذى عقد على هامش المؤتمر الدولى الرابع لأورام الجهاز الهضمى الذى تنظمه جمعية أورام الجهاز الهضمى والكبد بالتعاون مع قسم علاج الأورام بطب عين شمس ووحدة الأشعة التداخلية وجمعية أورام الغشاء البريتونى والمزمع عقدة خلال الفترة من 21 : 22 مايو الحالى.
المؤتمر كذلك تناول الجسيمات المشعة الدقيقة التى يمكنها السيطرة على أورام الكبد المتشعبة، وحبيبات دوائية ذكية يمكنها تجنب الأعراض الجانبية للعلاج الكيميائى.
ويؤكد الدكتور هشام الغزالى أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس وسكرتير عام المؤتمر لمحررة موقع أخبار مصر إن التوعية أهم شئ فيما يتعلق بامراض الاورام مشيرا الى ان نسب الشفاء من اورام القولون والثدي في مراحله الأولية تقترب من 10%.
واضاف أن هناك 13 ألف اصابة جديدة بأحد أنواع الأورام سنويا أكثرها شيوعا أورام الكبد نتيجة لوجود فيروس سي. بينما تمثل اورام الثدي 34% من نسبة الاورام لدى السيدات.
وقال: “الملفت للنظر إصابة صغار السن بأورام القولون في أعمار 13 و15 عاما وهذا امر غير متعارف عليه ويجب دراسة اسبابه.
واوضح الغزالي أن فعاليات المؤتمر تشمل لجنة مكونة من كبار أساتذة الاورام فى العالم لتقييم تقنيات حديثة تستخدم لأول مرة فى علاج أورام الجهاز الهضمى ومن بينها النانو نايف لعلاج أورام البنكرياس الغير قابلة للجراحة، وأستخدام العلاج الكيميائى مع التسخين الحرارى لعلاج أورام الغشاء البيريتونى ، والعلاج بالموجات الصوتية عالية التردد لأورام الكبد ، وأستخدام الحبيبات المشعة لعلاج أورام القولون المنتشرة للكبد، وعلاج ثانويات القولون فى الكبد.
وأشار الى أن المؤتمر يقدم هذا العام التحليل الجينى لتحديد نوع العلاج المستخدم لأورام القولون فى مراحلة المختلفة.
كما تتضمن فاعليات المؤتمر ورشة عمل مع تدريب عملي لشباب الأطباء على كى أورام الكبد باستخدام التردد الحرارى والميكرويف وكذلك نقل حى مباشر لحالات علاج اورام الكبد باستخدام الأشعة التداخلية من مستشفى عين شمس التخصصى، تحت اشراف الدكتور سامى حتة رئيس المؤتمر، وبمشاركة الخبير الأوروبى بوجدان بوبه استاذ الأشعة التداخلية بجامعة بوخارست.
وأوضح أنه سيتم القاء الضوء على ظاهرة اصابة صغار السن فى مصر بأورام القولون والمستقيم فى عمر يصل الى ١٥ عاما، لافتا الى ان هذه الظاهرة غير متكررة عالميا، ويتم حاليا اجراء دراسة بجامعة عين شمس لتحليل هذه الظاهرة والوقوف على اسبابها ، وهل هى جينيه ام بيئية متعلقة بنوعية الغذاء او التلوث بكافة انواعه.
ويقول الدكتور هشام الغزالى استاذ علاج الاورام بطب عين شمس وسكرتير عام المؤتمر ان أورام القولون المنتشرة للكبد والرئة يمكن شفائها بنسبة تصل الى ٧٠٪ ، مشيرا الى ان اورام القولون المنتشرة للكبد والرئة او كلاهما تبلغ نسبتها ٣٠٪ من اجمالى حالات أورام القولون فى مصر والعالم وتزيد هذه النسبة الى ٥٠٪ من اجمالى الحالات فى حالة انتشار الأورام من المراحل المبكرة
وكانت هذه الاورام فى عام ١٩٩٠ تصل نسب شفائها الى حوالى ١٪ .
وخلال المؤتمر هذا العام سيتم مناقشة ادوية حديثة واستخدام تقنيات مختلفة من الجراحة والتردد الحرارى فى كلا من الكبد والرئة لتصل نسب الشفاء الى ٧٠٪ شفاء تاما ويتم اختيار الادوية المستخدمة لكل مريض على حدة طبقا لحالته الصحية ومدى انتشار الورم والمحتوى الجينى داخل الخلايا، وقد اثبتت الدراسات أن اضافة العلاجات الموجهه خصوصا فى الخط الاول من العلاج، ادت الى هذه النسبة المرتفعة من القدرة الشفائية ويجب أجراء تحاليل جينية محددة مثل أجراء تحليل “راس” حتى يتم اختيار العلاج المناسب بدقة.
وأشار الغزالى الى ان هناك ٦ علاجات موجه جديدة لعلاج أورام القولون المنتشر تم اعتمادها من هيئة الغذاء والدواء الامريكية، وتلك هى من أسباب ارتفاع نسب الشفاء العالمية ، و تشمل عقار ” بيفاسيزوماب ” ، و ” سيتوكسيماب ” ، و ” بانيتوموماب ” ، و أفلى برسبت ” و “روجرافينيب ” ، و ” سيرامزا ” ، ويتم اختيار كل دواء طبقا لحالة المريض، ووضعية الخطة العلاجية سواء الخط الاول او الثانى او الثالث للعلاج، لافتا الى ان تلك الأدوية نقلت علاج الأورام من مرحلة العلاج التلطيفى ، الى مرحلة الشفاء
وأوضح انه سيتم وضع خطوط استرشادية قومية فى ظل اعتماد تلك الأدوية الجديدة، لتطبيقها على بروتوكولات العلاج الحديثة، لاختيار المناسب منهم لكل حالة فى وقتها المحدد.
الأشعة التداخلية وعلاج الاورام
ومن جانبه يقول الدكتور أسامة حتة أستاذ الاشعة التداخلية بطب عين شمس ورئيس المؤتمر ان الجديد فى علاج اورام الكبد المتشعبة، والممتدة للوريد البابى التى لم يكن لها علاج من قبل هو باستخدام الاشعة التداخلية، هو ظهور الجسيمات المشعة الدقيقة حديثا حيث امكن السيطرة على هذه الاورام بصورة كبيرة تصل الى ٥٠٪ فى بعض الحالات ، وذلك باستخدام قسطرة علاجيه من خلال شريان الكبد، فيتم ادخال القسطرة من فتحة دقيقة فى الفخذ وصولا الى شريان الكبد ، ثم يتم رسم خريطة شريانية للكبد مع تحديد الشرايين الدقيقة المغذية للورم وتوجيه القسطرة اليها، وتحقن الجسيمات الدقيقة المشعة متناهية الصغر داخل الورم والى تقوم بدورها باطلاق اشعة بيتا محدودة المدى والتى تؤدى الى القضاء على خلايا الورم السرطانية دون غيرها من خلايا الكبد السليمة.
وهناك ما يعرف بالحبيبات الدوائية الذكية التى يتم خلطها بجرعات محددة من العلاج الكيماوى فتقوم بامتصاصه ثم يتم إطلاقها داخل الورم من خلال القسطرة، وعندما تصل الى داخل الورم تقوم تلك الحبيبات بإفراز العلاج الكيميائى بجرعات محددة على فترات زمنية متباعدة، مما يترتب عليه زيادة فاعلية العلاج الكيميائى، مع تجنب الأعراض الجانبية المتعارف عليها ومن بينها سقوط الشعر، والضعف العام للمريض، وعدم تدهور وظائف الكبد مما يعد ثورة جديدة فى مجال علاج أورام الكبد.
وفى حالات أورام الكبد الملاصقة لشرايين وأوردة الكبد فيمكن علاجها بالكى المباشر بأستخدام موجات الميكرويف، حيث يتم إدخال مجس ذو قطر صغير حوالى ٢ ملى، ويتم توجيهه تحت الموجات الصوتية او الاشعة المقطعية الى منتصف الورم ثم تطلق موجات الميكرويف داخله فتتحول الى درجات حرارة عالية تصل الى ١٠٠ درجة مئوية مما يؤدى الى تدمير الخلايا السرطانية بالكامل، وكل تلك الاجراءات تتم دون فتحات جراحية، ويمكن للمريض مزاولة نشاطة اليومى بعد عدة أيام ، وتصل نسب النجاح المباشر باستخدام تلك الوسيلة العلاجية الى ٩٥٪ .
الشفاء ممكن لأورام الغشاء البريتوني
ومن جانبه أضاف الدكتور وحيد يسري استاذ جراحة الاورام بجامعة القاهرة أن المؤتمر سوف يعقد ورش عمل لعلاج اورام الغشاء البريتوني. واوضح ان تلك الاورام كانت تعتبر فيما سبق مراحل نهائية للمرض لا شفاء منها ولكن في السنوات الاخيرة بدأ الاتجاه لإجراء عدد من الجراحات الدقيقة لاستئصال كل الاورام الصغيرة وتليها جلسة علاج بالتسخين في نفس العملية ولذا وصلت نسب الشفاء من تلك الاورام الى 40 او 50%.
فحص جيني للأورام
ومن ناحية أخرى أوضح الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الاورام ومدير مركز علاج الأورام بكلية طب جامعة القاهرة أن الأكتشافات الحديثة توصلت الى فحص جينى بأستخدام البصمة الجزيئية للورم بشكل مفصل وخاص بكل مريض بشكل محدد و منفرد فيما يحمل بشرى وأمل جديد لمرضى الأورام فى رفع نسب الشفاء من المرض العضال، حيث يتمكن التحليل الجديد من رسم صورة وبصمة فريدة مبنية على المعلومات الجينية والبروتينات الخاصة بالورم ومكونات الخلية، وبناء عليه يتم تحديد العقاقير العلاجية الفعالة لمحاربة الورم المصاب به هذا المريض دون غيره.
وقال في تصريحات خاصة لاخبار مصر انه توجد أدوية حديثة لعلاج الاورام ورغم ارتفاع سعرها الا ان الدولة استطاعت ان توفرها على نفقة الدولة فليس القضية الان هي السعر
واوضح ان “المرحلة التلطيفية” أضحت بروتوكولا هاما في علاج الاورام وهي عبارة عن فترة راحة ياخذها المريض عندما تفشل عدة مراحل من علاج الاورام ويستهلك جسده من العلاج الكيماوي وذلك بان يأخذ فيها مسكنات ومقويات ومنشطات للكبد ومكملات غذائية.
بروتوكول العلاج المشترك
اما في المرحلة المتقدمة من مرض الاورام فيرى د. ياسر عبد القادر أنه لابد من اشتراك الأطباء في وضع بروتوكول العلاج سواء طبيب الاورام والجراح وطبيب الأشعة التداخلية وطبيب تغذية وهذا فريق لا يمكن الاستغناء عن اي فرد فيه.
ويؤكد اننا في مصر أصبحنا نعمل تحاليل لاكتشاف المعامل الجيني ويمكن عن طريقه معرفة المريض الذي يمكن ان يتقبل العلاج وقد بدانا منذ ٢٠١٤ عمل تلك التحليلات في مصر بعد ان كنّا نرسلها للخارج وتتكلف حتى ٥ آلاف جنيه
اما الان فلدينا جهاز جديد لتلك التحاليل نجريها بالمجان. مؤكدا أنه لا توجد في تلك التحاليل قوائم انتظار لكن مشكلتها فقط في المعاملات الكيميائية التي تعتبر مرتفعة الثمن ولا نستطيع كمستشفى تعليمي تحميل ذلك على الدولة حيث اننا ناخذ ميزانيتنا من موازنة التعليم لذا فاعتمادنا في الأساس ينصب على تبرعات أهل الخير ومساهمات الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني الذي يساعد بالفعل فمثلا تقدمت ثلاث سيدات مشاورات بتقديم جهاز للأشعة المقطعية هدية منهن الى مستشفى القصر العيني بتكلفة ٢٠ مليون جنيه.
السيدات اكثر فاعلية في مجال فعل الخير
وأكد استاذ الاورام أن معدلات الاصابة بالأورام تماثل المعدلات العالمية لا تزيد عنها نختلف فقط في الترتيب فمثلا سرطان الرئة الاول على العالم وهذا ليس بمصر فقط ، وفي أمريكا سرطان القولون الثالث مع ملاحظة ان الإحصاء السرطاني بمصر ضعيف فالنتائج ليست دقيقة تماما الا اننا في طريقنا للوصول للأرقام الدقيقة بعد تفعيل البرنامج القومي للتسجيل.
في مصر مثلا اعلى معدلات الاصابة بأورام الكبد وبالنسبة للسيدات سرطان الثدي. اما فيما يتعلق بسرطان الجهاز الهضمي فنأتي في المركز الثالث او الرابع. لكن توجد طفرات عمرية فمثلا سرطان الثدي أصبحت فئة العشرينات ممكن ان تدخل وان كان من النادر وتوجد اورام القولون ٣٠ ٤٠ سنة هذه طفرات جينية ما تزال تحتاج الى دراسة.
واضاف ان ثقافة السيدات المصرية صعب عليها اجراء جراحة وقائية مثل التي اجرتها الممثلة الامريكية أنجلينا جولي. ولكن معدلات الشفاء مثل الخارج بالضبط في المرحلة الاولى من سرطان القولون مثلا تعدي نسبة الشفاء 95%.
ويقدم د. ياسر عبد القادر نصيحة للناس بصفة عامة تحاول ان تحافظ على وزنها وتبعد عن الكحوليات والسجائر تتحرك ويكون نظام الحياة هادئ وممارسة الرياضة وبذلك يقلل احتمالات الاصابة بالأورام.