سوء حال منظومة الصحة فى مصر لم يعد خافيا على أحد المستشفيات الحكومية أصبحت مصدر للعدوى والمرض أكتر من الشفاء شكاوى المرضى وصرخاتهم تترد فى كل المحافظات ورئيس الوزراء شاهد خلال زيارته لمعهدى تيودور بلهارس والقلب منذ أيام معاناة المرضى مباشرة صوتا وصورة الأهمال والتقصير والفساد فى كل العيادات والأقسام.. لابد من وقفة مع سوء حال منظومة الصحة فى مصر وضمان حصول المرضى على خدمة طبية إنسانية دون ذل أو وساطة.
***متى ينصلح حال منظومة الصحة فى مصر ؟
حتى الآن لم نبدأ الخطوات الجادة لعمل إصلاح شامل وخطوات متكاملة شاملة تضع في الإعتبار معايير جودة المنظومة الصحية في مصر فسينصلح الحال عندما نبدأ لذا أستطيع بعد ذلك أن أتنيأ متى ننتهي.
*** لماذا تراجعت الخدمة الطبية فى معظم المستشفيات الحكومية؟
لأسباب عديدة أهمها ضعف الإدارة من حيث الكفاءة والموهبة والحزم والإرادة هذا جانب. الآخر ضعف التمويل. الآخر تدنى التدريب. ونقص بعض المقومات البشرية المهمة جداً والحاكمة في تقديم الخدمة ومن أهمها التمريض.
*** رئيس الوزراء قال للمرضى: “أنا لدى تقارير عن كل شىء، بداية من فساد الدعامات، وتكدس المرضى فى العيادات الخارجية، ومرورا بتقصير بعض الأطباء، كيف ترى هذه الكلام كنقيب للأطباء؟
نحن نرى فارق كبير بما يقال وبما يعمل.. كلام رئيس الوزراء جميل إنما نحن أمام فرض عقوبات فورية على من يصادف وهذا من وجهة نظري ليس أسلوب إدارة إنما الحل يكمن في إصلاح يجب أن يكون هيكلي ومن خلال قواعد حاكمة تطبق على الجميع. فوزارة الصحة بها 540 مستشفى تقريباً يوجد 88 مستشفى جامعي لو عملنا بنظام الزيارات المفاجئة لم تستطع الوزارة كلها المراقبة اليومية الحل هو قواعد إدارة ملزمة وشاملة وتطبق على الجميع وبكل حزم وحسم وذلك بعد توفير كل الإمكانيات للأطباء والتمريض.
*** محلب قال فى جولته بمعهد القلب: الأطباء يُحولون المرضى على عياداتهم، ومن يُقصر فى عمله، ولا يحضر سنحاسبه.. ما دلالة هذا الكلام ؟
أطالب السيد رئيس مجلس الوزراء بتقديم تقارير الفساد في معهد القلب وإعلانه ثم بعد ذلك توقيع العقاب الحازم والحاسم على المخطئ وإعلانه على الرأي العام.
*** ما أسباب أزمة منظومة العلاج فى المستشفيات الحكومية ؟
المستشفيات الحكومية أنواع منها المستشفيات الحكومية وبعض المستشفيات الكبرى في وزارة الصحجة مثل المستشفيات التابعة للمعاهد التعليمية أو أمانة المراكز المتخصصة هؤلاء مستواهم جيد برغم وجود بعض القصور. أما بالنسبة للمستشفيات العامة والمركزية فحالها أسوأ بكثير وهذا ينعكس على الإشغال فينما الإشغال في المستشفيات الجامعية والتخصصية بوزارة الصحة يصل إلى 100% فالإشغال في المستشفيات العامة والمركزية يصل ما بين 20 إلى 30% والأسباب ترجع إلى نقص التمويل وضعف الإدارة وسوء إختيار القيادات وتدني التدريب والتعليم الطبي المستمر.
*** هل المشكلة سببها الأطباء وتركيزهم على عياداتهم الخاصة على حساب المستشفيات العامة ؟
طبعاً لا.. لو تواجد نظام حضور وإنصراف ورقابة فعالة ومعدلات أداء ومحاسبة سينصلح حال الجميع وفي غياب هذه القواعد لا نسطيع أن نصل لحل. وأذكر هنا بعهد الدكتور هاشم فؤاد عندما تولى قصر العيني شهد طفرة في الأداء نتيجة حس الإدارة وتوفر الإرادة والحسم للمسئول أو المدير فالمشكلة في مصر بكل صدق مشكلة إدارة إذا نجحت نجح العمل فنفس هؤلاء الأطباء يعملون بمنتهى الدقة والتميز في البلاد العربية والأوروبية.
*** هل لدينا مشكلة فى نقص التمويل أم نقص الكوادر الطبية أم أزمة ضمير لدى العاملين فى القطاع الصحى؟
يوجد لدينا نقص في كل شيئ فميزانية الصحة في مصر أقل من 40 مليار جنيه أي أقل من خمس ما يجب توافره للوصول إلى الحد الأدنى من العلاج الآدمي المعقول.
*** ماذا تفعل نقابة الأطباء ولجنة أداب المهنة بها مع الأطباء المقصرين فى أداء عملهم؟
التقصير مشكلة إدارية لابد أن توكل إلى وزارة الصحة او الجامعات أو المسئولين عن الإدارة فدور النقابة يختصر على مخالفة لائحة أداب المهنة أو الإهمال الطبي أو استغلال المرضى أو الإنحراف الأخلاقي.
*** ما دور نقابة الأطباء فى تطوير منظومة الصحة ؟
نحن نفكر وندرس ونقترح وننادي في بعض الأحيان ونضرب ونعتصم كل ذلك في سبيل تطوير المنظومة الطبية في مصر ولكن دائماً ننتظر استجابة الدولة.
*** هل ميزانية الصحة فى مصر تكفى لتقديم خدمة طبية مناسبة ؟
لا وألف لا.. نحن نحتاج لتطوير المنظومة الصحية في مصر فالإصلاح الموجود يحتاج إلى حوالي 200 مليار جنيه والصرف السنوي يحتاج إلى 100 مليار جنيه يعني سنوياً 90 مليار جنيه لإصلاح البنية الأساسية في مجال الصحة.
*** بالمناسبة تتكرر الشكاوى من أخطاء الأطباء .. ما أسباب هذه الظاهرة؟
لعدة أسباب:- ** نقص الأجهزة والمعدات كي يصف الطب العلاجي الصحيح لابد له من تشخيص صحيح والتشخيص يحتاج إلى أدوات والعلاج نفسه يحتاج إلى أدوات أخرى.