الأحد , 24 نوفمبر 2024
الرئيسية » أقلام وأراء » انا والصوفية

انا والصوفية

 


بقلم:محمد عبدالفتاح

إبراهيم أبو حسين .. شيخ صوفى .. وقالوا إنه إمام وخطيب .. لكن انتشرت فيديوهات له .. خزعبلات مزيج من حسابات السنين ..مختلطة بسياسة .. وإطار من التاريخ .. مرصع بأبطال .. وملطخ بخونة ..لكنه ..
إذا قرأ آية .. ما تمكن من إتمامها..
وإذا نطق جملة .. أتمها بحركات يده .. و شغلك بطاقيته التى دوما تنزلق من رأسه..
راعنى حديثه المشوش .. بين جغرافيا وتاريخ .ودين وسياسة ..واجتماع.
والمحصلة …لاشيء ..
ثم تضحك من تقبيل مريديه كف يده .. وكتفه .. ومحاولة لمس أى مكان من جسمه ..
ويجلس على أريكة فى مسجد .. ويقف خلفه .. رجال دين ..تبدو عليهم سيم علماء فى الدين..
والمنظر كله يثير الشفقة على الدين…ورجاله..
فما كان ليظهر هذا الرجل .. لو ملأ الفراغ علماء يقتنع بهم الناس ..
والأدهى الأمر .. يتم استضافته فى إحدى الفضائيات .. وتمنيت لو سمعته ..
ورجعت للوراء .. منذ أربعين سنة .. لما كنت مدرسا صغيرا .. فى إحدى مدارس بيلا ..
كان معنا معلم زراعية .. خمسينى . .يرتدى بلوفر فضفاض بنى داكن .. وعلى رأسه شال أبيض .. وتحت إبطه حقيبة سوداء ..هى صيدليه متنقلة .. يجد دواؤه رواجاً .. خاصة .. عند النساء .. من تشكو صداعا .. منحها حبة دواء .. ومن تشكو مغصا ..ومن تشكو حماتها . . ومن تشكو زوجها .. ومن تشكو تأخر الزواج..
كله بأمر الله ..موجود فى وصفة .. أو دواء ..
أو يعزمها على كوب حلبة..ويقرأ عليها بعض التمائم .. ويتثاءب ويتفل …(حاجه قرف)
وإذا ما انتقدته .. صاح … إلا أن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون..
ويرعبك أيضا ..بالحديث القدسي..
من عادَ لى وليا .. فقد آذنته بالحرب..
فعلى سبيل المزاح .. ولأنى أحب أجرب كل شيء ..طلبت إليه أن أخذ العهد .. على طريقته.. طريقة البيلى أبو غنام … فقذف إلى بكتيب صغير ..ومسبحة كبيرة. علىّ أن أطلع عليه .. واحفظ منه الأوراد .. ومن كان سبباً فى دخول الطريقة.. ادعوه .. عمى .. أما شيخ عمى .. أدعوه .. سيدى..
فلما رجعت بالكتاب .. وكنت وقتها كثير الإطلاع .. وجدته محض شرك..
فأنت ..لا تستطيع أن تدعو ربك .. قبل أن تتوسل بسلسلة مشايخ .. منهم عمك ..وسيدك وأسياد كثر .. توليهم بقراءة عدد من السبع المثانى .. والإخلاص .. والمعوذتين.. تحصيها مئات .. فانزعجت .. وقلت هذا شرك..
فحذرنى .. أن سيدنا غضب ذات مرة .. على أحد الاتباع .. فضربه بالمسبحة .. فمات من فوره .. وعدد ما شئت من تلك الكرامات .. والخزعبلات..
وأنا فى ذلك .. أود أن أرى الصورة كاملة
وما زالت أذكر.. لما ذهبنا لحضور مولد سيدى إبراهيم الدسوقى .. وجلس أحدهم منحيا على شبكة القطار .. تتدلى قدماه على رؤوس الركاب.. و يضم فى حضنه الجدى .(ذكر الماعز) نفحة من أحد المريدين …ولما دخلت الخيمة هناك .. خدمة أبناء البيلى أبو غنام .. وجدت شيخ الطريقة .. وجهه مضىء ..يلتف حوله أشياخ .. وما يجرؤ أحد على الحديث .. وأنا ما لى بصبر على جو القداسة الزائفة..
فقلت له .. يا شيخ .. أين لحم الجدى..
فأشار إليهم ..( دون كلمة)…آتونى بصحن فيه خبز جاف مبلل فى مياه النابت ..
فقلت يا شيخ .. هذا فراق بينى وبينك..
فقد كانت الحسنة الوحيدة منكم ..
أن سيكون عشاؤكم لحم ضأن..
أتستبدلون الذى هو أدنى بالذي هو خير
سلام عليكم..

شاهد أيضاً

“الشرود”… الخروج من القطيع يحتاج مغامرة وتضحية

نقله: محمد سيف   ‏لوحة “الخروج عن القطيع” -للفنان البولندي توماس كوبيرا توضح حجم الصراع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *