بقلم / حمدي كسكين
الأحزاب المصرية والدور الغائب
…………………………………
لا تستهويني فكرة ان تتحول الأحزاب السياسية لبوتيكات تجارية لبيع السلع المعمرة حتي لو كانت بتخفيضات كبيرة أو تتحول الأحزاب السياسية لشوادر لبيع اللحوم والبطاطس حتي لو كانت بنصف الثمن لأن دور الأحزاب السياسية في المقام الأول التربية السياسية هي المدارس التي تفرخ قيادات سياسية …هي المدارس التي تخرج كوادر شبابية قادرة علي التصدي للاشاعات وحروب الجيل الرابع فلك أن تتخيل حجم الحرب علي مصر ..تتعرض الدولة المصرية كل دقيقة ل ٢٢٠ اشاعة…. انها حروب الجيل الرابع والخامس الممنهجة علي مصر ……..والدولة وحدها لن تستطيع أن تفند كل هذا الكم من الإشاعات…ولن تستطيع الحكومة وحدها التصدي لمنصات إطلاق الإشاعات…..لكن لو عندنا أحزاب سياسية تدرك مسئولياتها الوطنية تجاه مصر …..لفعلت من دورها للتصدي لهذا الكم الرهيب والمخيف من الإشاعات….فمازالت الكتائب الإلكترونية للاخوان المسلمين تبث سمومها واكاذيبها ضد الجيش المصري والدولة المصرية ….انهم يلعبون علي وتر الهزيمة النفسية للشعب المصري حيث تخترق الإشاعة حجب العقل المصري وتؤثر فيه
ليس لدينا أحزاب مهيأة لهذا الدور للأسف الشديد فلقد ضعفت أهم الأحزاب السياسية التي كانت مؤثرة في الشارع المصري بوفاة زعاماتها التاريخية …تحول الوفد هذا الحزب العريق الي جسد مريض بعد موت فؤاد باشا سراج الدين وياسين سراج الدين وممتاز نصار …وكذلك حزب التجمع الذي يمثل اليسار المصري بموت خالد محيي الدين تحول هو الآخر لجثة هامدة وبوفاة ابراهيم شكري رئيس حزب العمل مات حزب العمل الاشتراكي وكذلك الحال حزب الأحرار بوفاة زعيمه مصطفي كامل مراد وقع الحزب في يد المتصارعين علي رئاسته الي أن حكمت لجنة الأحزاب في أمره أخيرا
بقية الأحزاب التي يزيد عددها عن مائة حزب هي لافتات ومكاتب فقط لا تمثل الشارع المصري ولا تعبر عن اماله وطموحاته حتي حزب مستقبل وطن نفسه لم يكتب له النجاح بعد أن تحول الحزب لمقاول أنفار من خلال شخصيات لم يحسن تدريبها وتأهيلها حيث تم اختيارهم علي اساس من يملك المال ليصرف علي الحزب وبعد أن تحول الحزب ليكون مأذونا غير شرعي لتزاوج المال بالسلطة وهو ما اسقط الحزب الوطني ….وأساء إليه في حينه
مرارا وتكرارا الرئيس السيسي نادي بدمج الأحزاب حتي تتحول لكيانات حزبية قوية تستطيع أن تنافس ومرارا وتكرارا يطالب نواب الأحزاب بتفعيل ادواتهم الرقابية حتي يستطيعون محاسبة الحكومة لمواجهة ظاهرة الفساد التي يقف ضدها السيسي بالمرصاد من خلال المعارك القوية والضربات الموجعة للفاسدين..
دور الأحزاب السياسية توعوي وليس مطلوبا من الأحزاب السياسية أن تتحول لجمعيات ومؤسسات أهلية لمساعدة الفقراء لكن المطلوب منها وضع الدراسات العلمية الكاملة لدراسة ظاهرة الفقر وتقديم الحلول التي تساعد من مواجهة الظاهرة
وليس التخلي عن دورها السياسي وتتحول لاسطول من السيارات يبيع ا الطماطم والفراخ
مطلوب من الأحزاب السياسية بعد أن منحها السيسي ترياق الحياة أن تعيد ترتيب بيتها من الداخل وتستقطب العناصر الفاعلة والقوية والتي لديها قدرة وحراك علي العمل العام وليس استقطاب كل من تلوث بثوب الرذيلة وجاء ليتطهر من إثم فساده وموبقاته بالتستر في عضوية الأحزاب
قوة الأحزاب السياسية وملأها الفراغ في الشارع السياسي وحراكها سوف يسد الطريق أمام جماعات الاسلام السياسي وبخاصة الإخوان المسلمين من نشر اشاعاتهم واكاذيبهم التي ينشرونها من خلال لجانهم الإلكترونية
أن الدور الغائب للاحزاب ا السياسية في مواجهة الإشاعات وحروب الجيل الرابع فرغ هذه الأحزاب من أهم رسالتها التوعوية والإرشادية فليست الدولة وحدها المنوط بها صد اكاذيب إشاعات الإخوان في الداخل والخارج
مطلوب إعادة النظر في دور الأحزاب لمساندة الوطن
فمصر الان في حالة حرب حقيقية فالعدو متربص علي حدودنا الغربية وفي سيناء وحلف الشر تركيا وقطر وإيران وأمريكا الكل يريد أن ينال من أمن واستقرار مصر في وقت تخلت فيه الأحزاب المصرية عن رسالتها السياسية وتفرغت لبيع الفراخ والبطاطس وتحولت مقارها لبوتيكات لبيع الصابون وسلك المواعين والمنظفات
صح النوم لكل الأحزاب السياسية نريد أن تكون في كل حزب سياسي خلية نحل للتصدي لهذه الإشاعات وتوحيد الصف خلف القيادة السياسية للحفاظ علي الأمن القومي المصري