بقلم: محمد عبدالفتاح
يـــوم مــاطــر
منذ الفجر يباشرنا الغيث النافع . . وبينما فى طريقى للعمل .. والمطر ينهال بفيض غزير..
فنظرت ناحية الشمال .. فوق البحر .. فإذ بالسحاب الأسود .. أطبق على الأرض فى جو أوربى ممتع ..
أهذا عارض ممطرنا .. لكنا لم نستعجله .
رحماك ربى بأولادنا المرابطين على الحدود ..وفى الثغور ..يفترشون الأرض ويلتحفون السماء .. وبالفقراء والمشردين .. والمهمومين .. الذين طال بهم ليل الشتاء .
ولما اطلعت على السماء .. بعد العشاء .. لأستطلع طقس غد .. فإذ بالقمر فى أبهى صوره .. والسماء خاليه إلا قليلاً من سحب بيض وزرق ..
مغسولة كالأرض التى ما لبثت تستقبل غيث السماء ..
وكأنى أول مرة أرى جمال القمر .. ربما لطول مرحلة البيات الشتوى التى نعيشها..
فتذكرت رائعة الست .. هلت ليالي القمر ..
تعالى نسهر سوا فى نور بهاه..
ورجعت للوراء لما كان زوج أختى . يأتى للسهر إبان خطبتها فى ليالى الشتاء .. وكانت الطرق طينا للركب .. ولكن روعة فترة الخطوبة .. تنسي الشباب اى عائق..
كنا نسهر فى حجرة أبى .. وهو متكىء على سريرة .. ونحن جلوس أرضاً حول منقد القوالح .. وكلما تحول إلى لظى .. وضعنا عليه براد الشاى .وكلما خمد لظاه .. أشعلناه مرة أخرى
وشاى آخر .. لم يكن كريستوف كولومبس قد اكتشف النسكافيه ولا الكباتشينو ..
وكان الحديث دوما .. بين أبى وعريس أختى..
لأن أبى رحمه الله . كان ديمقراطياً ..
لكن بلا صوت او نفس .. لأحد ..
وكانت صوته يشعرنا بأن الدنيا كلها تتكلم .. وكانت أمى تنظر إليه مبتسمة مشدوهة
كأنه يقول عجباً .. وأنا أراها احاديثا معاده ..
ولكن من يجرؤ ..
كانت أنفاسه تملأ البيت دفئا .. وحركته عندما ينزل لصلاة العشاء أنسا ً ..
رجعت إلى القمر .. ورائعة الست ..
يلا القمر من بهاه .. نور فى قلبى سناه
قلت لها اسكتى والنبى.. لا بهاه ولا سناه
روسيا اتصلت بأمريكا قبل الضربة .. بالاتفاق مع إيران .. ولم يجرح عسكرى أمريكي واحد ..
مسرحية هزلية ..
إنما الحرب ..القتل .. والتشريد .. والتجويع .. واليتم .. لنا ..
فهل مات خمسون شيعيا فى تشييع قاسم سليمانى .؟
أم أنها قصص مفبركة ..
ونحن من جهلنا نصدق.