كتب: اشرف مصباح
أيام ثلاثة كانت الفصل الأكثر مأساوية في كلاسيكية للحب قديمة، أُعيدت أحداثها إلى الواقع في قرية صغيرة بكفر الشيخ؛ انتحرت “جولييت” جديدة، ولحق بها “روميو”.
على قبر حبيبته ظل “سمير. ص” يتردد لثلاثة أيام متتالية، باكيًا تفضيلها الانتحار على فراق دُفعا إليه بسبب أهل رفضوا كل محاولات زواجهما.
“أستودعكم الله.. أدعي إن ربنا يسامحني.. ما تزعلوش مني.. أنا رايح لحبيبي”؛ هكذا اختار “سمير” وداعًا سريعًا -عبر “فيسبوك”- ألحقه بـ”لبنى” التي انتحرت قبل ثلاثة أيام بـ”الحبة السامة”.
الحزن رسم المشهد الجنائزي للشابين، بينما رواية وفاتهما تنقلت بين أهالي القرية مشيعةً.
“أحمد. م” صديق الشاب المنتحر، روى ، تفاصيل الحكاية قائلاً: “نشأت قصة حب بين سمير ولبنى قررا معها الزواج لكن أسرة كل منهما قابلت هذا الطلب بالرفض”.
“وصل الأمر حد إجبار الفتاة على الزواج بآخر لا تحبه”؛ يقول صديق الشاب المنتحر ويضيف: “لم يستمر زواجها أكثر من أسبوعين قبل أن تترك منزل الزوجية، وتطلق”.
بعد الطلاق، جدد “سمير” طلب الزواج من حبيبته، وواجهت الأسرتان الطلب بالرفض مرة أخرى، فما كان من الحبيبة إلا الانتحار بقرص حفظ الغلال “الحبة السامة”، لتنهي مأساة حلم الزواج المستحيل، كما يروي أهالي القرية.
3 أيام كاملة بدأت أول أمس السبت، عقب وفاة “لبنى” بدأ معها “سمير” في التردد على قبر حبيبته باكيًا فراقها، قبل أن يختار طريقة الوداع نفسها بـ”حبة الغلال السامة”، ويكتب نهاية قصتهما اليوم الإثنين.
“عندما نُقل سمير إلى مستشفى بلطيم المركزي، كان في حالة إعياء شديدة، وكان يلوح بيده للناس حوله قائلاً: مع السلامة.. أنا ماشي.. أنا رايح لحبيبي”؛ يقول صديقه أحمد، مضيفًا: “بعدما قرر الأطباء تحويل سمير إلى معهد السموم بالإسكندرية وأثناء التحرك به صعدت روحه فأعيد إلى مستشفى بلطيم المركزي الذي أودع جثمانه مشرحته تحت تصرف النيابة”.
وكان مدير أمن كفر الشيخ اللواء محمود حسن تلقى إخطارًا من مأمور مركز شرطة بلطيم بوصول الشاب “سمير. ص – 25 عامًا”، يعاني من إصابته باشتباه تسمم مادة فسفورية، نتيجة تناول حبة حفظ الغلال القاتلة.