شعر: عبدالبار علواني
إلى قريتي ( ميت الديبة)
عنقود حب،وبطاقة ود.
(بيني وبينكِ همسةٌ وعتابُ)
يا قريةً فيها الهوى غلّابُ
ألهو وألعبُ ضَاحِكًا مع صُحْبَتي
والذكرياتُ وطَيفُها تنسابُ
فإذا نَبَا شطُّ الهوى وأَسَاءَنَا
زاد الجوى وحنينُنا وثّابُ
فعنِ البراءةِ والطفولةِ حدّثي
مضت الطفولةُ عطرُها ينجابُ
يا قريتي تعبتْ خُطايا فاعلمي
أنِّي بِحُبِّك مُغْرَمٌ أوّابُ
يا قريةً كان النّخِيلُ يَلُفُّها
والسِّرْوُ وَالْكافورُ والّلَبْلابُ
اليوم جئتُ على جناحِ ربابتي
والشعرُ بحرٌ ماؤُه مُنْسَابُ
لمّا ذكرتُ أبي وأمِّيَ عَمَّتي
فاضتْ شُجُوني أَزْهَرَ الْعُنّابُ
ومضى الحَيا يسقي الدّيارَ وأهلَها
حُبًا رعاهُ الإخوةُ الأحبابُ
سكبَ القريضُ دموعَه وبكى معي
عُمْرٌ جميلٌ زانَه الأترابُ
لمّا سألتُ الناسَ أين منازلي
وبِسَاطُ حبٍّ ضمّنا وكتابُ؟
كان الجوابُ كمِعْوَلٍ ضرباته
ضاع الوقارُ وضاعتِ الأنسابُ
فلأجلها اغتربَتْ معالمُ زورقى
نحو البعادِ ورفرفتْ أهداب
ونسيتُ حلوَ شمائلٍ قد صنتُها
في القلبِ يمحو حقدَها الأصلابُ
وجلستُ أذكرُ قريتي ورجالَها
ومساجدًا قد زارها الأقطابُ
الطينُ ثوبُ الزُّهدِ يَكْسُو دُورَها
طُرُقٌ يفوحُ عبيرُها الخَلّابُ
هِيَ أَجْمَلُ الأبياتِ في كَرَّاسَتِي
وأَرِيجُ زَهْرٍ رشّه الأحبابُ