الخميس , 26 ديسمبر 2024

النزوة

بقلم: هاني الصنفاوي

النزوة هي قوة بيولوجية في الإنسان لاشعورية في حالة نشاط وإثارة متواصلة.
وتتبع نوع من المجال والحيز في الجهاز النفسي. ومنبعها هو جسدي. بمعنى هي حالة إثارة أو إشباع لحاجة معينة مثل الجوع والعطش والرغبة الجنسية
وتوجه الجهاز النفسي نحو موضوع الإشباع و بفضل هذا التوجه يصل الفرد إلى حالة راحة و تخفيض للطاقة. و النزوة تعطي من الطاقة النفسية المهمة في النشاط الذي يقوم به الجهاز النفسي فتكون بذلك بمثابة شحنة طاقية توجه الفرد نحو هدف معين.
والنزوة أيضا تعتبر مفهوم وسطي بين ما هو سوماتي أي جسدي و ما هو نفسي و حسب فرويد تتكون النزوة من ثلاثة مكونات:
•المنبع أو المصدر:وهو الإثارة الداخلية تولد بعد في •الجسد-الهدف:و يكون بمعنى القضاء علة الضغط أو تخفيضه و هذا بهدف الرجوع إلى الحالة الأولي
والسابقة المتمثلة في الهدوء التام وهذا مثل مبدأ النرفانا الذي سنتناوله لاحقا.
•الموضوع:وهو الشيء الذي بفضله نصل إلى الهدف. و النزوات أنواع منها المجزئة أو بمصطلح آخر ما قبل التناسلية و هي الموجودة في الجنسية الطفولية و تتبع مراحل النمو الجنسي أو الشبقي لذا نتكلم عن نزوات فميه وشرجية و أخرى قضيبية .
بعد ذلك تصبح نزوات متجمعة في شكل نزوات جنسية في سن البلوغ.
أثر وتمثل النزوة: في النزوة يجب تمييز الأثر والتمثيل فالتمثيل يعرف كأنه الممثل الذي يشكل المضمون المجرد لفعل التصور بمعنى إعادة تشكيل لتصور داخلي مثلا الذهاب في رحلة سياحية.
وأما الأثر فهو التعبير الخاص بالكمية الخاصة بالطاقة النزوة مثلا الشعور الجيد والسعادة الكبير لفعل السفر إن رجعنا للمثال السابق.
النزوة حسب فرويد: لقد درس فرويد النزوات التي تدعى بالغرائز و تأثير ميكانيزم الكبت فيها.
هذا رجوعا للرقابة الأخلاقية ويمكز تمييز ثلاثة مراحل في الفكر الفرويدي لمفهوم النزوة:
•المرحلة الأولى:وتتميز بالخصوص بالمزج التام بين النزوات الجنسية من جهة ونزوات الأنا ونزوات حفظ الذات.
من جهة أخرى وهذا المزج هو بمثابة تعارض بين النزوات مما يساعد على خلق نوع ممن التوازن النفسي. والنزوات الجنسية ممكن أن تضمن نوع من الأمن للفرد من جهة ومن جهة أخرى نوع من الهدوء الداخلي مقارنة بالمحيط الخارجي و هذا ما سماه فرويد بمصطلح أو مفهوم الإسناد وفي الحقيقة فالنزوة الجنسية و نزوات الأنا لا تتعارضان بينهما ففي مراحل الحياة الأولى أي الطفولية تتحدان في نطاق وظائف حفظ الذات بمعنى الاشتراك في مفهوم المنبع و الموضوع.
•المرحلة الثانية:ونسجل فيها المقدمة التي وضعها فرويد لمفهوم النرجسية في نظرية النزوات ففي ما سبق كان فرويد يميز بين الإشباع الشبق الذاتي والإشباع الموضوعي لكن في هذه المرحلة ابتدع نوع من الاستثمار الشامل للأنا بواسطة الليبيدو .
والنرجسية تدفعنا للنظر في ثلاثة مظاهر.
المظهر الأول هو متمايز بصفة كاملة ويتمثل في- الأنا والهو و الموضوع إضافة إلى العالم الخارجي- وتكوين صورة الذات يتم بتتابع الاشباعات الشبقية أو تقمص صورة الآخر أي العالم الخارجي والارتداد على الأنا للليبدو باستثمار مواضيع خارجية و هذا ما سماه بالنرجسية الثانوية.
•المرحلة الثالثة:وهنا طور فرويد مفهوم النزوات بفضل تميزه أو فصله بين نزوات الحياة و نزوات الموت : فنزوات الموت تتشكل بعد اصطدامها بمبدأ الواقع وتعطي لنا مفهوم القهر و التكرار وهذا ما يفسر وجود نزعة في الحياة النفسية للتكرار والتي تؤكد مبدأ اللذة والنزعة التكرارية تعطي تحفيز للتنظيم النفسي لإعادة إنتاج الحالة البدائية للجهاز النفسي التي فيها نوع من الهدوء والاستقرار والتي يسميها فرويد في بعض الأحيان حالة اللاعضوية ولكن هذه النزوة تبقى ناقصة في إطار تفسير الكثير من رغباتنا الحياتية ومن هنا استدعى الأمر ابتداع مفهوم آخر هو نزوة الحياة أيروس وبفضل هذه الأخيرة يسعى الفرد إلى تنظيم بنياته وجوهره الداخلي المعقد نوعا ما.

شاهد أيضاً

قرار رئيس الجمهورية بإنشاء ( المجلس الوطني للتعليم )

نقله:سها عزت يشكل المجلس برئاسة رئيس مجلس الوزراء ومقره الرئيسي بالقاهرة ويجتمع مره كل ثلاث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *