الأحد , 4 مايو 2025
الرئيسية » أقلام وأراء » ساقية العذاب

ساقية العذاب

بقلم: محمد عبدالفتاح

ساقية الـعــذاب

فى زمن سالف شهدنا كثير من الصراعات على من يأتيه الدور ، كم نشبت لأجلها صراعات ، وربما أُسيلت عليها دماء ، كل منهم يتمنى رى أرضه العطشي .

كنا نربط بقرة أو جاموسة ،فى ساقية الحجم الصغير ذات التروس الخشبية ، من منكم عاصر تلك الويلات ، وكنا نقوم بإلقاء التراب مكان أقدام البقرة أو الجاموسة ، كلما زادت لزوجة الأرض من آثار روث وبول الحيوان ، فكنا نقوم بتتريب المدار ، خشية انزلاق أرجلها .

وكان من لوازم ذلك ،( الفرقلة )ذلك السوط الحديدى فى رأسه ما يشبه الجرس ، يحدث صوتا كلما حركته ، وفى نهايته حبل شديد السمية ، كالكرباچ ، يستحث الحيوان ، الذى تم إغلاق عينيه بالغُومه .
هل تعرفون الغُومة ؟

هذا كله من باب الذكرى التى قد تتوارد فى أرزل العمر ، كلما طال بنا عهد الحياة ، ننسي الحاضر ونستغرق فى ذكريات الماضي .

كانت أيام كلها شقاء ، لكن القدوة والمثل الأعلى ، والعمل الجاد ، كان يطغى على التعب .
راحت تلكم الأيام ، وانتهى الشقاء ، وكل من تذكرها ، قال : رحم الله ذلك العهد .
ولست أدري علام يترحمون ، وكله عذاب .

انتهى زمن السواقى ، وحلت محلها آلات حديثة ،وبقيت تلكم الرقعة من الأرض مصدر نزاع وصراع لا يتوقف .

بعد غلاء الأرض الزراعية ، وجنون الجشع عند الفلاحين ، وتنامى بذور الطمع ، قامت نزاعات حول أماكن تلكم السواقى ، فقد يطمع فيها من تكون أرضه مجاورة لها ، وسط رفض بقية المشتركين ، فتقوم حروب ونزاعات ، لا تلبث أن تتحول قضايا ، يحكم فيها ثُلة من مدعى العلم بالقانون والشرع ، وأغلبهم من أصحاب الكيف ، فيكون الحُكم لمن يجود بأنواع جيدة منه للمحكمين ، وبالتالى ، فإن الحكم لمن قدم الرشا ، و ضاعت الآية،( إنْ الحُكمُ إلا لِلّه .)
طالما تصدى لفض النزاع تلكم الفئة .

وتظل الساقية شاهدةً ، قديماً وحديثاً على ظُلم .. الأولين و الآخرين وقليل ما هم .

شاهد أيضاً

شكر واجب… الشكر والتقدير لكل من ساهم فى بناء مسجد بمدرسة الشهيد محمد قاسم

يتقدم مجلس أمناء وإدارة مدرسة الشهيد محمد قاسم بابوطبل بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *