بقلم: محمد عبدالفتاح
كانت لدى أمى فاظة ورد ، تحتفظ بها فى مكان عالٍ ، حتى ننتقل إلى بيت جديد ، فوقعت وانكسرت ، وكان عمى يحتفظ بجلباب صوف خوج ، لا يرتديه إلا فى هام المناسبات ، فقرضه فأر ملعون مغرم بقرض الأشياء الخشنة .
وكنت أحتفظ بحقيبة ريثما أذهب بها للمدرسة ، فلما التحقت بها ، ظهرت أنواع أجمل وأمتن منها .
ولما كان زواجى ، قصّر أبى كثيراً فى متطلباتى ، لأترك شيئاً لإخوتى يتزوجوا مثلى ، ـ حسب زعمه ـ فلما كان زواجهم كانت زيجتى محل سخرية منهم .
ولما سافرت ، جمعت أفنانا من ملابس ، وأحذية ، وأغطية لأولادى ، ريثما يبلغوا أعمارا متباينة ، فلما تطور بهم الزمن ، صارت من تراث قديم عجيب .
إنه الأمل ، أو قل الخوف من غدٍ ، كما قال عمى ابو العينين ، (خايفين م الفقر وهم عايشين فى قلبه )
ساعتها فقط تعلمت ، استمتع بيومك ، تناول طعامك فى طقم الصينى ، ستموت وتتركة محل نزاع بين البنين والبنات .
اشرب فى أغلى الأقداح ، التى تبهر عينك ، وتسر قلبك .
البس أغلى ما عندك ، قبل أن ترزق بفأر يقرضها .
ابتسم وتسامح ، ولا تحفل بحاقد أو شامت أو لامز .
الحياة مرة واحدة ، فلا تؤجل سعادتك ،الغد بيد الله وحده .