بقلم: محمد عبدالفتاح
تطور واضح ، وسباق محموم فى عالم الطب الاستثمارى ، يقابله تدهور وانهيار فى مستوى خدمة الطب الحكومى.
شهد الإقليم اليوم افتتاح صرح طبى استثمارى ، دُعى إليه عِلية القوم ، ليسيل عليه لعابُ العامة والغوغاء ، ومن تقذف بهم الأقدار جبرا ، ليقعوا فريسة فى شباك المستثمر .
وترى الآلة الإعلامية لكل صرح ممن ابتلى بهم القطر ، تتبارى بنشر أسماء الأطباء ، شهاداتهم ، وجامعاتهم ، وسابق خبراتهم .
سبقت بذلك مستشفيات العامة ، وضحكت لما كتب أحدهم ، كلما دخلت مستشفى حكومى ، عاملتنى الممرضة معاملة زوجة الأب .
عكس القطاع الطبى الخاص ، كلما دخلت ، عاملتنى الممرضة ، كأنما ذهبت لخطبتها ، يقصد المظهر ، وأسلوب التعامل .
لكنى أرجع لأتساءل ، كل هؤلاء الأطباء مُعينون فى وزارة الصحة ، أو وزارة التعليم العالي ، هل يعطونها نفس الوقت ، ونفس الجهد ، ونفس الإخلاص ؟
ماذا يفعل المواطن العادى إذا افتقد تلك الرعاية فى مستشفيات العامة ، واضطرته أقدارة للاستثمار الطبى .
ذات مرة كان عمى بالمستشفى ، فى العناية ، وجلس زبانية الحسابات يرقبون الداخل والخارج ، وكان ابن عمى د . وائل عرفه يتردد على العمدة المريض ، ومعه بعض الأطباء زملائه .
فلما جئنا للحسابات ، فوجئنا بأنهم كانوا يسجلون لكل من تخطى عتبة الغرفة من الأطباء ٤٠٠ زيارة طبيب .
لولا تدخل د . وائل لكانت كارثه . كنا بحاجه الى ثمن فدان أرض ، فقلت ماذا يفعل من لا واسطة له ؟
الطب في بلادى تجارة رابحة ، والفقير له رب .
ذكرتنى بالمقولة ، كلما زاد عدد القطيع ، سمنت رقاب مستورد الكلأ .
اللهم يا من تطّلع علينا ، ترى وتسمع ، لا تجعل فى أموالنا شيئاً لهذا القطاع ، متعنا ربِّ بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، احفظ بلادى ، وقِ شعبى ويلات المرض ، يا رحمن الدنيا والآخرة.