السبت , 19 أبريل 2025
الرئيسية » أقلام وأراء » الطب في بلادي

الطب في بلادي

بقلم: محمد عبدالفتاح

 

تطور واضح ، وسباق محموم فى عالم الطب الاستثمارى ، يقابله تدهور وانهيار فى مستوى خدمة الطب الحكومى.

شهد الإقليم اليوم افتتاح صرح طبى استثمارى ، دُعى إليه عِلية القوم ، ليسيل عليه لعابُ العامة والغوغاء ، ومن تقذف بهم الأقدار جبرا ، ليقعوا فريسة فى شباك المستثمر .

وترى الآلة الإعلامية لكل صرح ممن ابتلى بهم القطر ، تتبارى بنشر أسماء الأطباء ، شهاداتهم ، وجامعاتهم ، وسابق خبراتهم .
سبقت بذلك مستشفيات العامة ، وضحكت لما كتب أحدهم ، كلما دخلت مستشفى حكومى ، عاملتنى الممرضة معاملة زوجة الأب .
عكس القطاع الطبى الخاص ، كلما دخلت ، عاملتنى الممرضة ، كأنما ذهبت لخطبتها ، يقصد المظهر ، وأسلوب التعامل .

لكنى أرجع لأتساءل ، كل هؤلاء الأطباء مُعينون فى وزارة الصحة ، أو وزارة التعليم العالي ، هل يعطونها نفس الوقت ، ونفس الجهد ، ونفس الإخلاص ؟

ماذا يفعل المواطن العادى إذا افتقد تلك الرعاية فى مستشفيات العامة ، واضطرته أقدارة للاستثمار الطبى .
ذات مرة كان عمى بالمستشفى ، فى العناية ، وجلس زبانية الحسابات يرقبون الداخل والخارج ، وكان ابن عمى د . وائل عرفه يتردد على العمدة المريض ، ومعه بعض الأطباء زملائه .
فلما جئنا للحسابات ، فوجئنا بأنهم كانوا يسجلون لكل من تخطى عتبة الغرفة من الأطباء ٤٠٠ زيارة طبيب .
لولا تدخل د . وائل لكانت كارثه . كنا بحاجه الى ثمن فدان أرض ، فقلت ماذا يفعل من لا واسطة له ؟

الطب في بلادى تجارة رابحة ، والفقير له رب .
ذكرتنى بالمقولة ، كلما زاد عدد القطيع ، سمنت رقاب مستورد الكلأ .

اللهم يا من تطّلع علينا ، ترى وتسمع ، لا تجعل فى أموالنا شيئاً لهذا القطاع ، متعنا ربِّ بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، احفظ بلادى ، وقِ شعبى ويلات المرض ، يا رحمن الدنيا والآخرة.

شاهد أيضاً

شكر واجب… الشكر والتقدير لكل من ساهم فى بناء مسجد بمدرسة الشهيد محمد قاسم

يتقدم مجلس أمناء وإدارة مدرسة الشهيد محمد قاسم بابوطبل بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *