الخميس , 1 مايو 2025
الرئيسية » أقلام وأراء » وإن جندنا لهم الغالبون

وإن جندنا لهم الغالبون

بقلم: محمد عبدالفتاح

كثرت أعداد الموتى ، ولم يعد يُقبِل الناس على العزاء ، ولم يعد يشغل أهل الميت من أداء واجب العزاء ومن لم يفعل .
فشعرتُ أن الموتى قد هانوا على أهليهم مثلما هانوا على الناس ، لم تعد الصلاة على الجنازة فى المسجد ، ولم تنتظر صلاة مكتوبة ليجتمع العدد الأكبر ، بل تكتفى الأسرة بالنذر اليسير ، وانتهت المصافحة والعناق ، وبارت أسواق الشيوخ المقرئين، وأصحاب الفراشة بيوت الضيافة المتنقلة ، واختفى وجهاء القوم الذين كانوا يتصدرون صدر السرادقات ، وانزوى أعضاء النواب المزمعين ، والسابقين .

ساد رعبٌ عمّ أرضَ الملك ، بعد أن أوصد بيوته فى وجه كل الملل ، مسلمين ومسيحيين، ويهود وهندوس وملحدون ، وعجبت لما تخطفت كورونا أعالى القوم ، ومن نجا ارتدى لباس الخوف ، وشكّ فى أهله والمقربين منه .

لكن ما هالنى ، هو رعب العامة التى لم تخف الموت يوماً ، طفت فى أرجاء الإقليم فوجدت أراض خالية بعد حصاد البنجر ، تستعد لموسم الأرز ، لكن لم يشرع الناس بعمل المشاتل ، الكثير من أرض الغلال جاهزة للحصاد ، والفلاحون منكمشون ، معنوياتهم متفرقة ، أهو الخوف من كورونا ، أم أن انخفاض أسعار الأرز أصابتهم بالإحباط ، لست أدرى !

الناس مضطربة لا تكاد تصدق ، الكعبة بلا طواف ، والحج ألغى ، فهل توقف إبراهيم عن الأذان بالحج ، فتعطل الرجال والركبان عن التلبية ، تحولت الأزمات الصحية إلى سياسية واقتصادية ، عجز العلم ومات العلماء .

فيروس حير العالم ، قالوا تقتله عصارة المعدة ، وإذ به يخترق جدار المعدة ، قالوا ثقيلا و يقع أرضا ، فإذ به يتطاير فى الهواء ، قالوا ينتقل بالمخالطة ، فإذ به يصيب الغواصات والسفن وناقلات البحر ، التى لم تختلط أو تقترب ، قالوا محاط بغشاء دهنى وحددوا هويته ، فإذ به يتحور إلى أشكال وأحجام .

  • كشف سوأة الأنظمة الصحية للدول الكبرى ، وكان رفيقا بدول الفقر والمخيمات والمشردين ،
    أى فيروس أنت ؟
    اى جند أنت من جنود الملك ؟
    ماذا تريد ، وكيف ستكون النهاية ؟
    ألم تُقبل دعوةٌ واحدة من ملايين الحناجر ، التى تتذلل وتتضرع للملك ؟ وصدق الملك ..
    وإن جندنا لهم الغالبون ..
    آمنا ربنا بكتابك الذى أنزلت ، وبرسولك الذى أرسلت ، فعاملنا بالفضل لا بالعدل ، ارفع الكرب ، واكشف الضر ، ارحم عجزنا ، وأقِلْ ضغنا أمام جندك .
    يا رحيم .

شاهد أيضاً

شكر واجب… الشكر والتقدير لكل من ساهم فى بناء مسجد بمدرسة الشهيد محمد قاسم

يتقدم مجلس أمناء وإدارة مدرسة الشهيد محمد قاسم بابوطبل بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *