الأربعاء , 30 أبريل 2025
الرئيسية » أقلام وأراء » عيد الربيع

عيد الربيع

 

 

ذكرى الربيع

بقلم محمد عبد الفتاح
فاجأتنى زميلتى الفنانة موجهة المسرح الأولى بالديوان فاتن جاويش ، بينما أدخل من الباب فقالت ويحك ! صنعت من الخضيرى عاصمة ملء العيون وقد كانت مغمورة لا يعرفها أحد .

قلت إيييه يا فاتن لو حكيت لكم ما فعلت بى تلكم الخضيرى ، عاصفة النور مثل باريس ولكن أهلها من أوكرانيا مثل تشرنوبيل الذى انفجر زمنا فأتى على الأخضر واليابس .

لكنى أفقت اليوم متأخراً ، فى السادسة ، على صوت البنا يرتل التوبة ، وأحب تسميتها براءة ، ولست أدرى سر تنامى عشقى للبنا ، ومن إذاعة القرآن فقط لا من غيرها ، ولكم تمنيت أن تسمعوا معى سورتيا المحببتين ، الأعراف والتوبة ، فوددت أن أكتب لكم عن مشاهد مما أرى ، كلما قرأ البنا ، (قل لن تخرجوا معى أبدا ولن تقاتلوا معى عدوا ، إنكم رضيتم بالقعود أول مرة ، فاقعدوا مع الخالفين ) أشعر غضب الرب ، وقد مضى وقت الغفران ، حتى إن السورة لم تبدأ بالبسملة .

لكنى هناك ذكرى تطل برأسها ، وتحاصرنى لأستخرجها ترى النور ، ذكريات الخضيرى يوم شم النسيم ، فى عهود الظلام الأولى ونحن صغار ، كنا ننام مبكراً ، حتى نصحو مبكراً لاعتقاد خاطىء أنه من أفاق متأخرا يوم شم النسيم ، يظل طوال العام يصحو متأخرا ، يصيبه الوخم وهو داء كثرة النوم .

ولأجل ذلك كان كل واحد يضع بصلة خضراء تحت وسادته ، ونفيق قبل الشروق ، ونسرع إلى ترعة المفروزة ، ونلقى بأنفسنا فى عرض التيار ، وكانت المياه نظيفة ، نظافة القلوب أيامها ، ونحمل فى طريق العودة بعضا من زهور الجهنمية ولا نبالى بأشواكها ، ونعلقها على باب الدار مع حزمة بصل خضراء .

وتكون الأمهات قد خبزن الفطير المشلتت ، والقرص الطرية ، أما العادة التى حفرت ذكرى أليمة فى عقلى الباطن ، الفلافل ، كانت البيوت فى القرية كلها تصنع كميات كبيرة نظراً لأنه زمن حصاد الفول ، وتشبها بآل البندر ، فلا يكاد يمر شم النسيم إلا وتشب حرائق ، بسبب الزيت المغلى ، أو وابور الجاز وأسطح القش تساعد فى ذلك ، أما أهمها سواداً يوم احترق اخى الأصغر فى إناء الزيت المغلى ، وتركت له آثارا تذكره دوماً بالفلافل .

فلم يكونوا بعد قد اخترعوا الشواطىء ، أو الساحل ، أو قل اخترعوها لكن غيّبوها عن عاصمتى ، ولما شببنا عن الطوق مرحلة الشباب ، كان حليم يقيم حفلة ليلة شم النسيم ، يعنى فيها أغنية جديدة ، وكل جيلى نشأ على أغانيه ، وكنت مغرماً بقراءة المجلات فقد قرأت أيامها ، أنه إذا كان خالد بن عبد الناصر يحب حليم ، فإن الزعيم جمال لا يحلو له مراجعة سجلاته الا على صوت أم كلثوم .

وفى آخر أغنية لحليم ، كان مريضاً ، وأسعفوه على المسرح ، أكثر من مرة ، وتصادف أنها كانت ليلة مولد سيدى نصر ، ونصب السرادق ، وتعاهدوا مع الشيخ طلعت هواش لإحياء الليلة الكبيرة ، التى يتقاطر إليها الناس من كل حدب وصوب ، ومع بداية الحفلة ، قامت ريح عاتية ، اقتلعت الخيمة ، وأطبقتها على رؤوس المحتفلين ، فكانت ليلة ليلاء ، فلا غنى حليم ولا أنشد طلعت هواش .
عارف صدعتكم 😂
كل ربيع وأنتم ربيعه 🌷🌷🌷🌷 .

شاهد أيضاً

شكر واجب… الشكر والتقدير لكل من ساهم فى بناء مسجد بمدرسة الشهيد محمد قاسم

يتقدم مجلس أمناء وإدارة مدرسة الشهيد محمد قاسم بابوطبل بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *