ورغم كل ما حدث ، يبقى لرمضان أريجه وعبق روحانياته ، فبعد العصر تسمع ضجيج الأوانى ، وتتوالى حركات متسارعة دائبة ، يتناوب أفراد الأسرة تدلف مسرعة ، تكشف عما بداخل القدر ، رغم أن الرائحة تشي بخير رمضان وكرمه .
ولكن من باب ، ليطمئن قلبي ، لما قال أو لم تؤمن ؟ وربة المنزل تتعثر حينا وتضطرب أخرى فى خطوها المتسرع ، تسمع متطلبات وشروط الصائمين ، وتومىء بتلبية حاجى الجميع .
صوت آذان الشيخ رفعت ، تترقبه الأذان ، وترهف السمع فلربما يحين ، وتلتف الأسرة حول المائدة ، بين ناظر إلى طبق ينتظر ، وآخر قابض على كوب ماء ، وآخر ممسك بكأس عصير ، وكثير من شفاه تتمتم بدعاء ، ويبقى مقعد خال ، ولا أريد أن أقلب الأحزان .
يعلن الشيخ رفعت لحظة الخلاص ، وانطلاق السباق ، وتحين لحظة الفرح ،
فإن للصائم فرحتين : إذا أفطر فرح بفطره .
وإذا لقى ربه فرحه بصومه .
تقبل الله .
ولا تنسونا بدعوة حلوة .