بقلم: حمدى كسكين
ماذا تبقي من طقوس رمضانية في عصر كورونا
رمضان شهر اللمة الجميلة
تغلب علي معظم شرائعه الطقوس الجماعية
علي امتداد كل الطرق السريعة وفي معظم أنحاء مصر حيث يمتد بصرك تنتشر موائد الرحمن يقيمها الميسورين ويتجمع حولها الفقراء والمساكين والغرباء حتي الميسورين المسافرين وجاء وقت الافطار يتم ايقاف السيارات بالحسنى تارة وبقوة مشاعر الدفئ الرمضانية تارة اخري ليتناول الجميع افطار رمضان ممن انقطع بهم الطريق وهم علي سفر
كانت موائد الرحمن تمثل مظهرا من مظاهر الشهر الكريم اختفت بقرار حكومي خوفا من جائحة كورونا
زينة رمضان هي الأخري خلت منها معظم الشوارع والبيوت
إلا القليل من المحاولات الفردية لبعض البيوت التي علقت الزينة علي بعض النوافذ والبلكونات
بعد أن كانت الصبية في معظم الشوارع يستعدون لأعداد الزينة قبل قدوم رمضان باسابيع
الدواوير والمضايف التي كانت تتسابق في فتح أبوابها للفقراء والغرباء لتناول الافطار وكنت تسمع أصوات تلاوة القرآن تتردد من المقرئين والمنشدين
وكانت مكانا تجتمع فيه العائلات وتتزاور ويتبادل الجميع السمر والأحاديث الجميلة التي تعتبر متنفسا للجميع
أصبح معظمها موصدة الأبواب أمام قاصديها
الشوارع المليئة بالأطفال يصيحون ويتسامرون ويلعبون ويعلو ضجيجهم فرحين بطقوس الشهر الكريم
خلت منهم الشوارع وأصبحت خاوية علي عروشها لا يمر فيها حتي القطط والكلام بعد أن خلت من البشر
أفران الكنافة والقطايف البلدي فقدت زبائنها
المقاهي الشعبية التي كانت تكتظ بزبائنها مغلقة هي الأسري وتحولت لما يشبه الأطلال
اصبحنا ك عنترة وقيس نبكي الأطلال
نبكي طقوسا ومساجد عامرة بالسجد الركوع
نبكي أطلال أماكن كنا نرتادها ونجتمع فيها بالخلان والأصدقاء
أصبح شهر رمضان بنكهة الديجيتال
فلقد كتب علينا أن نؤدي الصلاة والتراويح في بيوتنا
لم نعد نتزاور …..اختفت العزائم والولائم التي كانت تجمع الأهل والأصدقاء
لم نعد نتزاور……… نتزاور عبر رسائل ….ونتحاور عبر الموبايل والماسنجر
وتبادل التهاني والتبريكات وواجب العزاء عبر ال واتس آب ووسائل التواصل الاجتماعي
أصبحت أفواهنا مغلولة و مغلقة بالكمامات بعد أن أكل بعضنا لحم بعض بالغيبة والنميمة ….وبعد أن قذفنا المحصنات
واطلقنا اللجام لألسنتنا ليسب بعضنا بعضا …ويتنمر بعضنا علي مخلوقات الله من الضعاف وذوي الاحتياجات الخاصة ومن أصابهم المرض والفقر
إنها بضاعتنا ردها الله إلينا
فهل نتعظ ونتوب ونرجع الي الله
اللهم ردنا إليك ردا جميلا