بقلم محمد عبد الفتاح
كم كنت أتُوق وأنا أؤدِى فريضةَ الحج في ٢٠١٢ أن أصلى خلف السديس أو المعيقلى مباشرةً ، قد كنت أُبَكّر ، وكثيراً ما كنت ألزم صحن الكعبة أتحيّن الفرصة ، وبالفعل واتتنى لأقف خلف الإمام .
ولكن تُفاجأ بمن يَمُد سِجادةً أمامك ويشرعُ في صلاة طويلة ، وأعتقد هى ليست صلاة ، بل وسيلة لحجبك عن المكان ، فتضطر أسفا أن تنسحب ، هم ليسوا من السعودية ، بل عمال الأمراء وعِلية القوم يُبكِّرون قبل الصلاة لأخذ تلكم الأماكن عِنوةً ، فعلمت أنها أماكن مخصصة للأمراء والكبار فقط .
فسلمت بالأمر وعلمت أنه حتى الفرائض فيها تفرقة ، وأن التعاليم السمحة قد تكون قصد بها الترويج للدين وليس للتطبيق على الأرض .
حتى جاءت كورونا ، فحققت ما لم تحققه الممالك والدستاتير ، هل توقع هؤلاء العمال من بنجلاديش ، وهم الطبقة الدُّنيا فى المملكة ، أن يقفوا خلف السديس ، وفى الصف الأول ؟ ! .
لكنه فى زمن الكورونا حدث ، وجلسوا بعد الصلاة يتسامرون مع السديس ، الذى كان يدخل محاطا بالحرس ، ويصلى محاطا بحرس ، يبدو أن كورونا غيرت مفاهيم ، وعادات ، وساوت وحققت بعضا من العدالة الحقيقية ،وليست عدالة الشعارات .
شكراً كورونا .