الأربعاء , 30 أبريل 2025
الرئيسية » أقلام وأراء » اليوم السابع

اليوم السابع


 

بقلم محمد عبد الفتاح


جلست أقرأ وردى مشتت الذهن ، كسيف البال ، وبعد ما أنهيت ، قلت دعاء اليوم ، ربنا يوعدك بكارونا تاخدك يا بعيد ، ألا تِعيّد فى التُرب ، أنت ومراتك وعيالك .

هذا الميكانيكى الحرامى ، لما قصدته لإصلاح عطل العفشة فخدعنى ، وقال اكبس بيضة المقص فى المخرطة ب 5 ج بس ، لكنه أخد 150 ج مصنعيه فى نصف ساعه ، حار ونار وغضب من غضب الجبار (على رأى أمى ) ، رغم أن فنى المخرطة أفتى بفسادها ، إلا أن الحرامى قصد يقلل شأن العطل ، ليفوز هو بغنيمته .

وبعدها بيومين رجعت ريمه لعادتها القديمة ، وسمعت صوت العفشة ، وكأننى عائد من عاصفة الصحراء بعد تحرير الكويت ، فقصدت آخر وتم إصلاح العطل والحمد لله ، إلا أنه من نارى من طول لياليا ، كما قالت الست دعوت على الحرامى ، بس ربنا يتقبل ، وطبعا أصدقائى الملائكة لن يروقهم ذلك ، إذن فليساهموا لأن ال150 سلكت بهم دروب المتينى وعويره وصندلا والبخانيس ، ومحدش يضغط علىّ ، لأن دموعى ترتجف خلف المآقى .

ولأن المصائب لا تأتى فرادى ، وبعد استنزاف بيضة المقص ، قصدت أنفار الدراس ، فإذ بفدان التبن ممن بيع فى العام الماضى بعشرة آلاف ، لا يربو عن ألفين هذا العام ، فقلت تجشم يا محمد (تحمل )، لكن ما زاد الطين بلة ، ذلك الشحات صاحب التروسيكل .

يقصدنا كل عام يركب معه ولدان ، يضحك على الفلاحين ، مثلما ضحك علىّ الميكانيكي الحرامى ، جلست أرقبه فإذ به ينال ثلت شيكارة ، فما لبث أن غاب عن الأعين ، فإذ بتروسيكل آخر يقوده صبى وخلفه امرأة فى الصندوق .

وفى الفلاحين طيبة تصل إلى السذاجة ، أو قل البلاهة وأنا أولهم ، فقبل أن يفرغ لها الجيدون ، الذين يستنشقون غبار التبن ، وتملأ الأشواك أيديهم وظهورهم ، وجدت نفسي أسرع ، وأطأ جذور الغلال بقوة ، وقلت لها إن زوجك قد سبقك يا شوية حرامية يا ولاد …. ، وقبل أن تنكر ، وجدت شيكارتين على التروسيكل .

كدت أُجَن ، فقلت آه يا ولاد ……. ، هذا الجيّد الذى يَكيل لكم لن يحصد حصادكم يا ولاد …. ،
فلما رأت المرأة ذلك الوجه الحديدى ، أشارت إلى صبيها قائد المركبة ، أن انصرف .

فهل بمثلى يطيب له إفطار 😂😂
وبردو رمضان كريم



شاهد أيضاً

شكر واجب… الشكر والتقدير لكل من ساهم فى بناء مسجد بمدرسة الشهيد محمد قاسم

يتقدم مجلس أمناء وإدارة مدرسة الشهيد محمد قاسم بابوطبل بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *