كتبته: أشرقت خالد عطالله
إنَّ كل كائن حي ما هو إلا كيان تجره العزيمه، و تدفعه في تبادل مستدام بين أخذ، وعطاء حتى أنه في كثير من الأحيان يفتقدها تماما، و يكون في حاجةٍ ماسة و لو لدفعة ٍبسيطه هي في ثناياها كلمة قد جرته الي أمرٍ، و دفعته إلي آخر.
الحياه ما هي إلا اخذ، و عطاء، و لكن قد يكون قوامها العزيمه القويه والاراده الحره البناءه. نحن جميعًا سواء في كافة مقتنيات الحياه الا العزائم فإنها متفاوته من إنسان لآخر. قد نراها في هيئة العزيمة الدينيه أو العلميه أو الأخلاقيه، و غيرها بكثيرٍ من الأنماط التي لو تطرقنا لها لاستطالنا الحديث ولكن ستذكر بين الحين والآخر في السياق. العزيمه في اللغه مادتها العزم ومشتقاتها في القرآن تسعة مواضع سته منها في صيغة الإسم مثل قول الله تعالى :”لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم و من الذين أشركوا أذىً كثيرًا و إن تصبروا و تتقوا فإن ذلك من عزم الأمور”،وثلاثة منها في صيغة الفعل مثل قوله تعالى :”فإذا عزمت فتوكل على الله”. وما أرى أنفع لتقوية العزيمه الا التقوى… هنا يتبادر إلي الذهن سؤالًا” لما لا نقول أن التقوي عزيمه؟! ” لكن ليس هذا السؤال الذي يطرح نفسه فحسب بل هي أسئلة عده لا يمكننا أن نوفيها حقها في كتاب أو كتيب أو كتب، و لكن يمكن استخلاص ما ستؤول إليه الألوف المؤلفه منها. أنت تبحث عن العزيمه، و بحثك عن العزيمه ذاته يدفعك لها ومن هنا فهو لب العزيمه، و يمكننا ان نطلق عليها عزيمة البحث عن العزيمه. ما من مشكلة عارضه إلا و يعقبها عزيمة البحث عن الحل. عملك الذي تسعي لإنهائه ما هو إلا عزيمه، منزلك الذي تسعي لشرائه أو تنظيفه أو تجديده، و ملابسك التي تسعي لشرائها او كيها، امتحانك الذي تسعي للنجاح فيه،اخلاقك التي تسعي لتهذيبها، أسرتك التي تعمل لتعولها كلها عزائم. نحن في هذا الصدد يمكننا القول بأن كل عزيمة سعي، و لكن ليس العكس فهناك سعي بإجبار أو مطارده أو تهديد، و لكن في النهايه ستدرك أن السعي لك انت ليس بالعزيمه إنما هو للمطارد خير عزيمه. يمكننا القول بعدها أن كل عزيمة سعي، و ما كل عزيمة إلا مصدرها تقوى، و لكن أليست كل تقوى عزيمه؟! هنا سنعيد الكره ونعود لنقطة المنطلق حيث أن العزيمه حلقة متواصله لا انقطاع لها اذا هي تعلقت بالتقوى.
التقوى التي ذكرتها سالفا ما هي إلا الهام من الله للعباد أن اتقونِ، و اخشونِ، و اخشوا الآخره وانت لا تفعل الفعل الا طاعة لله سبحانه و تعالى، و اجتنابًا لنواهيه، و طالما أنها متعلقه بالاخره إذن فهي عزيمه ليست منقطعه، هي عزيمة ربانيه لا يهبها إلا من اتقاه فهو بذلك ييسر لك الأمر الدنيوي لتسلك به السبيل للنجاه الاخرويه؛ و لذلك حريٌ بنا أن نجزم بأن رضا الله لا يُفتر العزائم الدنيويه، و لا يقطع حبل وصال العزائم الأخرويه مطلقًا. ونحن نري اصطفاء الله لأولي العزم من الرسل و للعزم عامةً في كتابه العزيز. فهلا وجدنا حلًا أمثل؟!