بقلم: د. مروه نعيم
اخبرونى أن سيادة العميد قد كلفنى بمهام إضافية من باب الثقة. لكن، ظروفى لم تكن تسمح بذلك قط، فذهبت إلى مكتبه لأشرح ذلك و أعتذر عن تأدية المهام الإضافية.
تصادف ذهابى مع كونه منفعلا لسبب ما، فثار على بعد نطقى ببضع كلمات و رفض أن يصغى، و قال غاضبا:
– “هو أنا كل ما اكلف حد بحاجة زيادة يقولى اعذار، ما كلنا عندنا ظروف.”
خرجت باكية من اسلوب لم اعتاده قط من استاذى الرؤوف، و قررت أن التزم الصمت التام و أبحث عن حلول أخرى لمشكلتى تضمن لى القيام بالعبء الإضافي الملقى على كاهلى.
و فى اليوم التالى، فوجئت ب
أد. خيري عجاج
يدلف إلى مكتبى معتذرا:
– “أنا آسف إنى انفعلت عليكى إمبارح .. انا عارف إنك بتاعة شغل و مش بتتحججى، و مقدر ظروفك.”
و طفق يقص على مشكلة فى العمل كانت سببا لمخالفته طباعه الحليمة الهادئة أمس.
هل تدرى معنى أن يعتذر أستاذ دكتور عميد كلية لمدرس حديث الترقى فى نظام أشبه بنظام الجيش يقدس إحترام الرتب؟!
لخلق كهذا، مازلت أتذكر استاذى الراحل بكل الخير، و أسأل الله أن ينير قبره، و يرفع درجته، و يعطر ثراه.