كتبه: محمد عبدالفتاح
إذا أطلقت رصاصة فى عاصمة أوربية ، قامت الدنيا ولا تقعد إلا بقطع الخيط من أوله ، وكانت العدالة الفورية الناجزة .
برغم أهوال داعش فى سوريا والعراق ، وتوغلهم ووحشيتهم فى القتل والسبى ، وهدمهم لكل حضارة ، تم احتجازهم فى معسكرات شمال سوريا ، ولا ننكر فضل أمريكا فى انحسار طوفانهم .
وكنت أعجب ، لماذا يحتفظون بهم هناك ، كحيوانات التسمين ، لكن و بعد ترحيلهم لليبيا اتضحت الصورة ، فهم يستخدمونهم كأداة لتفكيك الدول ، وحسب آخر إحصاءات ، يقدر عددهم بعشرة آلاف عنصر ، منهم ألفان من الأجانب ، جنسيات غير عربيه ، وثمانمائة أوربى .
رفضت دولهم استلامهم ، فبقوا يسمنون رقابهم لوقت الحاجة ، ولما تولى أردوغان نقلهم إلى ليبيا برعايه أمريكية ، وتمويل قطرى ، سارعت روسيا بتزويد حفتر بطائرات مقاتله ، لتتوازن القوى على الأرض ، وليكون لها موطىء قدم هناك ، هو نفس مسلسل سوريا .
الغريب أن القوى المتناحرة فى ليبيا تعلم ذلك جيداً ، وأنهم يديرون حروبا بالوكالة ، نهايتها تفكيك الدولة ، لكنها الزعامة التليدة ، باتت ليبيا مرتعا للمترزقه من حدب وصوب ، لكن أخطرها الدواعش ، وصارت مسرحاً لتجربة كل جديد من السلاح ، وباتت المعارك بين كر وفر ، المنتصر اليوم مهزوم غدا ، والكل فى النهاية خاسر ، والخاسر الأكبر هو التراب المقدس للوطن .
تأملوا واقع سوريا ، تباعدت أطرافها ، وتمزقت أشلاؤها ، وغزتها وتقاسمت إدارتها جيوش العالم ، وبقى الأسد زعيماً على دمشق وفقط .
ولن يقف الضرر على ليبيا فقط ، لكن العبء بات ثقيلاً علينا ، من خطر يهدد حدودنا الغربية ، إضافة لأخطار محدقة فى سيناء ، والمتوسط والجنوب ، والنيل ….، كلها أعباء فوق الأعباء ، ولكن ثقتنا فى القادة أنهم يدركون حجم الخطر ، ويعدون له عدته ، ونعلم جيداً قدسية كل ذرة رمل ، وحبنا لفدائها ، تلك عقيدة المقاتل المصري ، وإن جندنا لهم الغالبون .
حفظ الله جيشى وقادته . وحمى شعبى من كل سوء .