بقلم /هاجر محمد سيف
إن ما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي يوميا يؤكد ان نطاقات التعبير عن الرأي هي نطاقات افتراضية و أنه لا حدود لانتقاد الآخرين، و هذا بدوره يصب في مفهوم الديموقراطية و الحرية الذي تعتمده الشعوب و يحميه القانون، و طالما أن السلطات المعنية بحماية حقوق الأفراد علي هذه المواقع لا تتبني اية اجراءات حيال هذه التجاوزات، و بأن الحرية هي فكرة مجردة و ليست كائن عاقل له لسان ليدفع عنه كل ما يشينه من تصرفات البعض الذين اختلقوا لهذا المفهوم الخاضع حواف جديدة تتماشي و رغباتهم الخاصة، و التي من شأنها أن تنشر الفوضي و الشطط، لذا فقد غدا كل من هب ودب يقر ما يشاء، وينتقد من لا يوافقه، و يسب ما لا يرضيه. و ما أثار حفيظتي في هذا كله، أن بعض محدثي النعمة _ كما يجب أن يقال لهم _ اجترؤا علي الحديث عن أرض الكنانة بسوء و صرحوا لأنفسهم بالإساءة إلي أبناء النيل و آباء المجد و أسياد العرب، بل أسياد العالم أجمع. و خرجت علينا احدي البلهاوات تتحدث عن الوطن. عن أي وطن تتحدثين أيتها الرعناء؟ و كم وطن تحسبين؟!!!!!!!!! إن الأرض التي تنتمين إليها، و التي لو استطاعت لابتلعتك، ليست وطن، بل موطن. إنما الوطن الوحيد هو مصر و لا وطن سواها. و هل تعرفين للوطن معني؟؟؟؟؟ ان الوطن هو المعطاء بلا أخذ، و المتفضل بلا من، و الحام و المظل، و هو المأوي و الموئل لمن فقد موطنه، و الناصر لصاحب الحق إذا استنصره، و هو الذي لا يسأل غريبا من أين جئت و لا يبخسه حقا، و لايستضعف من جاءه فردا، بل سند لكل مستضعف، ذلك الوطن الذي لا يقترض لحمايته أرضه رجالا، و رجاله حماة لمن ينقصه رجال. هو أهل للود و الكرم، و رمز للأمن و الأمان. الوطن دوحة حصيفة الظلال، وفيرة الثمار، لا يقصدها زائر إلا أكرمته. ذلك الوطن هو مصر و لو علم ربي في غيرها خيرا لأهداه خزائن الأرض و ائتمنه عليها و لجعله لتنشئة موسي، و إيواء عيسي، و نصرة يوسف _ عليهم السلام _ و لها السبق في كل فضل و فضيلة. تلك هو الوطن _تلك هي مصر. و كل جهول تسول له نفسه الخوض في حديث يمس به مصر بسوء فسيجد من لا قبل له بهم من ابنائها الذين يدركون قيمتها لكي يعيدوه لرشده.