بقلم: هاجر محمد سيف
إن لغتنا العربية هى أرقى لغات الأرض ة وأوسعها وأدقها معنى وتعبيرا، ولو غصنا فى أعماق ذلك البحر الثمين- كما قال حافظ- لوجدنا الدر كامن ينتظر من يخرجه ويرفع قيمته ويحييه بين الناس، وأبناء اللغة العربية هم الأقدر على فعل ذلك والأولى بتلك الكنوز من غيرهم. وللغة العربية هيئتان، لكل منهما ما يزخرفها ويزينها، وهما العامية والفصحى. وتبقى الفصحى أغلى وأرقى برغم ما للعامية من سهولة ومرونة. فالفصحى حملت القرءان الكريم بجلالته وعظمته وهى الشكل الأسمى للغة العربية، كما أن العرب قديما كانوا يتحدثون الفصحى وكذلك كان الرسول الحبيب عليه أفضل الصلاوات وأتم التسليم. فالعب عرفوا بفصاحة اللسان وتمكنهم من اللفظ العربى وقدرتهم الرائعة على التعبير. كما أن العامية مستمدة من الفصحى وتتكئ عليها بشكل اساسى، فالعامية صورة أخرى من الفصحى. والفرق بينهما أن العامية هى نطق بلا قيود أو سابق تفكير لما تلقيه من كلام ويتم تطويعها طبقا لكل بيئة محلية. فحين تتحدث العامية فلست متضطر للتفكير فى ترتيبات نحوية أو الرهبة من سخرية أحدهم بسبب نطق خاطئ، بل نتحدث العامية بتلقائية زائدة وبكل ما يخطر ببالنا لدجة أننا لا نستغرق وقت للتفكير فيما نريد أن نقوله. أما عن الكتابة والاملاء، فالفصحى هى المؤهلة للكتابة بها. ذلك لأنها ذات مفردات محددة ومعانى معروفة ولا تحتمل أى لهجات . لذا فإنها بمثابة وسيلة اتصال بين متحدثى العربية عبر العصور. أيا كانت لهجة القارئ فإنه قادر على التعرف على ما يكتب بالفصحى وفهمه جيدا دون مواجهة أى صعوبات من أى نوع، لكن هب أننا تخلينا عن الفصحى فى كتابتنا وركنا إلى العامية فإن النتيجة ستكون أن الكلام ليس فقط يصعب فهمه بين دول العرب وناطقى العربية، بل سيصعب أيضا فهم القراءة بين أفراد الدول المختلفة والدولة الواحدة ممن يتحدثون العربية. ذلك لأن كل مجموعة من البشر لهم لهجة ومفردات خاصة بهم تسببت فى وجودها ظروف عدة، ومثل هذا التعدد والتشتت والاختلاف لا نلمسه فى الفصحى بل فى العامية فقط.