الخميس , 26 ديسمبر 2024
الرئيسية » صوت الأزهر » المسابقة الكبرى…. وسارعوا إلى مغفرة من ربكم

المسابقة الكبرى…. وسارعوا إلى مغفرة من ربكم

كتبه: هاجر محمد سيف

كل ما نقترب من يوم عرفة اتذكر (سباستيان) !!

سباستيان شاب ألماني ،
في أكتوبر سنة (2012) سلسلة المحلات الألمانية الشهيرة (Saturn) ، عملت مسابقة كبيرة جداً لجمهور صفحتها على الفيسبوك احتفالاً بافتتاح فرعها رقم (150) في ألمانيا !

الفائز بالمسابقة سيسمحوا له بدخول المحل لمدة (150) ثانية ياخد خلالها (كل) الذي نفسه فيه مجانا !!
يدخل المحل ، يشيل كل اللي عاوزه ، ويخرج فيه ببلاش !!

انتهت المسابقة وتم الاعلان عن الفائزين ، منهم شاب عنده (27) سنة اسمه (سباستيان) !

يوم المسابقة كانت توجد تغطية اعلامية رهيبة ،
وبدأ العد التنازلي للـ 150 ثانية ، وبدأ الناس يدخلون و يجمعون اللي يقدرون عليه !!

ناس كتير كانت بتتكعبل وتقع ، وناس تشيل حاجات وبعدين ترميها وتاخد حاجات تانية ، وفيه ناس بقت تاخد اي حاجة أمامها ، وفي الاخر طلعت بحاجات ملهاش قيمة أو أي معنى!!

لكن العجيب إن (سباستيان) دخل بمنتهى السرعة والنظام والتركيز ، وكأنه حافظ وعارف هو بيعمل ايه !!
صار يجيب شاشات كبيرة ويسحبها على برة ، موبايلات وتابلتات ولاب توبات وأجهزة من كل الأشكال والألوان ومن أفخم الماركات وأغلى الأسعار يحطها فوق بعض بترتيب عجيب ويخرج بيها يحطها على جانب ، ويرجع يدخل تاني !!

الناس كلها كانت مستغربة من أدائه واختياراته !!
لدرجة إنه في الاخر عرف كمان يسحب “تلاجة” بحالها ويخرجها للخارج !!

وبالفعل انتهت الـ(150) ثانية وخرج (سباستيان) وسط تهليل فظيع من الجمهور وارتمى على الأرض من كثرة التعب !!

حسبوا قيمة الحاجات اللي أخذها في الـ(150) ثانية وجدوها تساوي (29) ألف يورو !! تخيلوا !!
يعني قرابة اثنين و ثلاثين ألف دولار في دقيقتين ونصف!!

أول كلمة قالها (سباستيان) بعد ما خرج :
” لقد نجحت استراتيجيتي” !!

لما عملوا معه لقاء بعدها قال إنه من يوم ما سمع عن المسابقة وهو يذهب للمحل كل يوم “يخطط” ويحفظ أماكن الحاجات الغالية اللي يريد أن ياخدها ، ويرتب مساره وأولوياته وطريقه داخل المحل الكبير عشان يعرف يخرج بأكبر قدر من المكاسب خلال الـ(150) ثانية !

وبالتالي أول ما وقع عليه الاختيار ..
كان جاهز !!
وكانت أول كلمة له بعد الانتصار :
” لقد نجحت استراتيجيتي” !!

و أنا كل ما نقترب من يوم عرفة ،
أفتكر (سباستيان) وأقول : أليس نحن أولى من سباستيان بالتخطيط ليوم عرفة ؟!
سباستيان خرج بحاجات قيمتها 29 الف يورو في دقيقتين ، يا ترى أنا و انت سنخرج بماذا من يوم عرفة ؟؟

قال الأوزاعي رحمه الله : أدركت أقواماً كانوا يخبئون الحاجات ليوم عرفة ليسألوا اللهَ إياها !

في الحقيقة ، كيف انسان يكون عارف قيمة وفضل يوم عرفة وما يكون عامل خطة لاستثمار هذا اليوم !!

كيف تكون عارف أن هذا أكتر يوم ربنا يعتق فيه الناس من النار ، و أن هذا اليوم اللي ربنا يباهي بعبادِهِ ملائكتَه ، وإن صيامَه يكفر السنة الماضية والسنة القابلة ، وإن العمل الصالح فيه أفضل مما دونه من الأيام ، وإن خير الدعاء وأفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ،

كيف تكون عارف كل هذا وما تكون مجهز القائمة الخاصة بعباداتك ودعواتك و طلباتك و أمنياتك و رجاءاتك !!

والله يا اخواننا انا اعرف ناس حصلت لهم عجائب بسبب دعاء يوم عرفة !
جهز قائمة لكل ما تتمناه في دنياك وآخرتك وانزل يوم عرفة في أي مسجد هادي أو زاوية فاضية أو حتى أوضة فاضية في بيتك من العصر لحد المغرب و اقعد تكلم مع الله و سبحه و هلله و كبره و ناجه و تبتل إليه!
احكي له واشكي له وفضفض له !
الاخ المديون ، الاخت اللي سنها كبر واتأخرت في الزواج ، المحروم من الانجاب ، المريض ، أم و زوجة الأسير ، الذي يعاني من ضيق المعيشة ،
الذي يعاني من البعد عنه ..
مستني ايه ؟؟
جهزت قائمة دعواتك ؟؟

قال عبدالله بن المبارك : جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تذرفان فالتفت إلي ، فقلت له : من أسوأ هذا الجمع حالاً ؟ قال : الذي يظن أن الله لا يغفر له !

اللهم اغفر لنا ذنوبنا ،
وأعتق رقابنا ،
وأجب دعواتنا ،
واغمرنا بفيض عفوك ورحمتك يا كريم .. آمين .

شاهد أيضاً

#شيخ_الأزهر ينعى الطالب إبراهيم ياسر رابع الثانوية الأزهرية من ذوي البصائر.. ويعزي أسرته

نقله:سها عزت بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، ينعى فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *