كتبه: محمد عبدالفتاح
وكنت أضحك كلما سمعته ، يجوب أروقة السياسة ، ثم يحلق فى سماوات الدين والعلم والتاريخ ، و يلهى سامعيه بمعادلات حسابيه ، أقرب لخزعبلات سماها نورانية يتلقفها عقله ، ويكتم عليها بطاقية تنزلق سريعاً من رأسه ، يظل مشغولا بها ، كثير الإشارة بيدين ممتلئتين قصيرتين ، كله مقبول .
إلا فئات المستمعين وكأنهم يصدقون .
هى نفسها حملات المرشحين ، تضحك من نورانيات تتلقفها عقل الأمة الجمعى ، فتحلق فى سماوات عالية ، لا تلبث تسقط فى غياهب بعيدة ، بعض القرى لما عقدت مؤتمراً ، وأعجبوا بكثرتهم سموا قريتهم جمهورية ، وقرية أخرى فشلت في الدفع بمرشح ، فألقوا بمرشح آخر فى أتون معركة لا ناقة له فيها ولا جمل ، وعزبة ٤ أنفار قالوا ومالنا لا ندفع بعضو ، شعارهم : أهو واحد مننا ويجيب حقنا .
الغريب من ٥١ مرشحاً لا يوجد برنامج انتخابى ، بل كل قرية تتعصب لابنها دون إدراك لكُنْه وماهية المنصب ، وحول كل مرشح ثلة منتفعين تتحين دخوله البرلمان ، ليدفع الضريبة ، والفكر المسيطر على عقل الأمة ، نائب خدمات ، والنائب يسلتهم نورانيات الشيخ ليتوه الناس ، إلى أن يستخرج كارنيه المجلس وبعدها ، لكل حادث حديث .
والغريب أيضاً نواب المعسكر القديم ، قدامى المحاربين ، تطاردهم إخفاقات مجلس منحل ، ومجلس هو الأسوأ على الإطلاق على مدى الحياة النيابية ، إلا أنهم لم ييأسوا ، منهم من غير عتبة البيت ، ومنهم من تقدم ولا يجوب الدائرة ، ومنهم من حفظ ماء وجهه واكتفى ، كلاعب يعتزل فى أوج مجده .
وأعود إلى نورانيات الناخبين ، هى أشبه بحسبة ٢ ؛ ٨ ؛ ٦
كما قال دكتور مبروك
عــك × عــك