بقلم: محمد عبد الفتاح
اعتاد الناس على تخزين قش الأرز لاستخدامه في أفران الخبيز بالريف ، أو كعلف للماشية شتاءا ، ولم يكن ذلك يمثل عائقا فى الزمن الماضي نظرا لوجود فراغات الاجران ، ولم يكن ليمثل خطورة عالية ، إذ كان الناس أكثر صفاء ونقاء ، وكان الأطفال غير أطفالنا .
بالأمس القريب هبت حريق ضخم فى شونة قش كبيرة بزهران ، واستمرت أكثر من يوم نظرا لضخامة الشونة ، وأججتها ريح الخريف ، فلم تنجع معها مياه المطافىء ، والحمدلله ، لا خسائر في الأرواح .
الليلة خزن أحدهم بالات قش الأرز بكميات كبيرة ، بغرض الإتجار بها فى الشتاء ، ريثما يقل العلف ويزداد سعرها ، وفى ظل الفوضى المجتمعيه ، وأمواج من غل وأحقاد تغللت في النفوس ، والأمر لا يسلم هبت حريق الليلة فى شونة قش ، لكن المصيبة أنها وسط البيوت ، ولولا فضل الله ، وتضافر جهود شباب القرية لكانت كارثة .
والحمدلله لا خسائر في الأرواح ، ولكن الدرس ، لابد ألا يحدث ذلك وسط البيوت ، روح واحدة أغلى من الأرز والقش ، وحق الجيرة يفرض ذلك ، فالكارثة إذا وقعت لن تفرق بين صاحب النار أو جاره .