نقله : هانى الصنفاوى
قالت صحيفة ذا تايمز البريطانية في إفتتاحيتها اليوم على آبي أحمد الحائز نوبل للسلام إنهاء النزاع الأهلي في البلاد وعلقت بأنه قد لا يكون أول حائز على جائزة نوبل يفقد سمعته بالعنف، لكنه سيكون الأسرع.
تناولت افتتاحية صحيفة التايمز (The Times) البريطانية، السبت 21نوفمبر2020 الصراع العسكري في إثيوبيا، بين الحكومة الفدرالية برئاسة آبي أحمد وحكومة إقليم تيغراي المضطرب شمالي البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله رئيس الوزراء آبي أحمد للجمهور في حفل توزيع جائزة نوبل للسلام العام الماضي: “الحرب صورة مصغرة من الجحيم”.
وعلقت على مقولته بأنه أحرى به أن يعرف ذلك، بعد أن رأى وحدته تباد بنيران المدفعية خلال صراع إثيوبيا الذي دام عقدين مع إريتريا.
وذكرت أنه كُرّم بهذه الجائزة في أوسلو في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لمجهوده في إنهاء هذا الصراع وعقد سلام مع إريتريا.
وأردفت بأنه عاد الآن إلى الحرب مرة أخرى، ولكن هذه المرة مع شعبه، في صراع أهلي يهدد بالتحول إلى حرب إقليمية، مما يزيد من شبح التطهير العرقي الشامل ويعرّض للخطر استقرار واحدة من ألمع بقع الرخاء في القارة الأفريقية.
لا يزال هناك وقت كاف لينقذ آبي سمعته وبلده وإعادة الدبابات إلى مرابضها. ويجب على المجتمع الدولي الذي كرمه قبل عام واحد فقط أن يحمله مسؤولية الصورة التي رسمها لنفسه كصانع سلام بأن يضع أسلحته ويسلك طريق التفاوض
وأضافت الصحيفة أن أحمد بمجرد وصوله إلى السلطة وسط احتجاجات حاشدة في أبريل/نيسان 2018، كان منخرطا في سلوك لا يليق بالجائزة التي حصل عليها بعد أكثر من عام بقليل.
وكان قد وعد بانتقال سلمي إلى الديمقراطية، وأجرى عملية تطهير للجيش والأجهزة الأمنية والخدمة المدنية، منهيا 3 عقود من هيمنة جبهة تحرير شعب تيغراي، وأعادها إلى منطقة تيغراي، وعندما أرجأ الانتخابات هذا العام -بسبب الوباء- مضت تيغراي في انتخاباتها التي ندد بها ووصفها بأنها غير شرعية.
ورأت الصحيفة أن ما على المحك ليس فقط ادعاء أحمد تدارك جروح إثيوبيا تحت راية الديمقراطية الليبرالية الوطنية، ولكن أيضا السلام والازدهار في ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان والاقتصاد الكبير الأكثر ديناميكية جنوبي الصحراء الكبرى.
وأضافت أن تيغراي ليست مشكلة آبي أحمد الوحيدة، وأنه يواجه أيضا مقاومة من منطقة أوروميا التي تضم ثلث سكان إثيوبيا. وتابعت أن إراقة الدماء هذه مقدمة خطيرة لما يمكن أن يحدث بعد ذلك إذا لم يستطع تنفيذ رؤيته الوطنية المثالية، أو احترام السلطة الدستورية للأقاليم المختلفة لإدارة شؤونها، وعلقت بأنه قد لا يكون أول حائز على جائزة نوبل يفقد سمعته بالعنف، لكنه الأسرع.
واختتمت التايمز بأنه لا يزال هناك وقت كاف لينقذ آبي أحمد سمعته وبلده ويعيد الدبابات إلى مرابضها، ويجب على المجتمع الدولي الذي كرّمه قبل عام واحد فقط أن يحمّله مسؤولية الصورة التي رسمها لنفسه كصانع سلام، بأن يضع أسلحته ويسلك طريق التفاوض.