الجمعة , 27 ديسمبر 2024
الرئيسية » أقلام وأراء » رسالة إلى ملائكة الرحمة

رسالة إلى ملائكة الرحمة

كتبه: منيب منيسى

تتحدث أخت زميلة فاضلة، عن تجربتها مع ثلاثة أطباء كبار فى مدينتنا، مرضى تقريبا، عافانا الله جميعا من كل شر وداء وفايروس، ويبدو أنها قد مرت أو إحدى زميلاتها بتجارب سيئةمعهم، بطريقة ما أو أخرى، وأذكر إننى فى منتصف التسعينيات، كنت قد لجأت لأحد معامل التحاليل الكبرى بالقاهرة، طلبا لتوفير كُلية لزوجتى، ووفر لى المعمل متبرعا لزوجتى، وطلبت ا.د. صاحبته منى اللجوء لأحد اساتذة المسالك بعينه، الذى صال وجال فى طلباته، من أجر، وأشعة وتحاليل ، وكشف ومتابعة، وباصانى ككرة قدم لأستاذ زميل له أشعة وآخر للكبد، وكلٌ منهم يدرك ويعرف تمام المعرفة ما أنا مقدم عليه، فكل منهم يبالغ فى اجره، والشفاء بيد الله فى نهاية المطاف، وأذكر أن طلب ا.د.الجراحة أشعة مقطعية لشرايين الكلى عند زميله، بالمستشفى الفرنسى، فقمت بعملها عندنا فى مدينتى عند ا.د. بطب طنطا وكلفنى ذلك مبلغا زهيدا، وعندما عرضت الأشعة عليه، لامنى إننى قمت بعملها عندنا، فى الريف، وطلب عملها من جديد عند زميله إياه، وعملتها عنده بزيادة سبعين جنيها ، وخرجت الصور والتقرير بنفس الصورة، فصورة الحاج أحمد فى الريف، هى نفسها صورة الحاج أحمد على النيل، وفى الفرنساوى، وبعد اجراءات إتمام عملية الزرع، اتضح لى أنهم نسائب وأقارب فيما بينهم، عرفت ذلك حيث تم القبض علي بعضهم، فيما عرف بشبكة بيع الأعضاء، وبعد إجراء الزرع، جاء دور استغلال المستشفى الاستثمارى المجرم، فاليوم وقتها تكلفته الف وخمسمائة جنيه، وكأنك مقيم فى قصر فرساى فى باريس، أو قصر باكنجهام بلندن مع الملكة اليزابيث وزوجها الأمير فيليب، أو القصر الجمهورى عندنا بالقاهرة، ويتم دفع يومين مسبقا، أضف إلى أن ا.د. الجراحة كان يأتى لزوجتى، لقياس ضغط الدم والنبض، ويسجل فى فايل المريضة خمسة وسبعين جنيها، كلما مر فى جناحها، وتعلمت كيفية قياس الضغط بنفسى وقتئذ، وعندما عرضت عليه أن أجرى هذا القياس لزوجتى بنفسى، من مبدأ التوفير وتكلفة السفر والإقامة وغيرها، فقال هذا من عمله، وينتهى اليوم بخمسماىة ،او بستمائة جنيه تدفع صلهذا الملاك، كما نقول، دعك من حسابات المشفى والمتبرع، وطاقم أطباء الرحمة، هذا غير تكلفة السفر يومان أسبوعيا، يوم للكشف وأخر للمتابعة، فى ساعات متأخرة من الليل، وتحاليل الدم والبلازما، وأدوية تثبيت الكلية الجديدة والمستوردة رأسا من سويسرا، وكانت تأتينا بها ممرضة بنفس المستشفى، ثمن العلية ثلاثة ألاف جنيه، وتبيعها لنا أقل من مائتى جنيه عن المستشفى سرا، لتدعيم مناعة الجسم، ولكن بعد العملية بعام، حدثت انتكاسة للكلية المزروعة rejection, وعدنا من جديد للتأمين الصحى، فيا أيها ملائكة الرحمة، رفقا بمرضاكم، رفقا بمرضاكم، رفقا بمرضاكم، فلا تعرفوا كيف قد أتى المريض وأهله بمصاريف العملية والعلاج والمتابعة، ويكفى أن دعوة المريض ليس بينها وبين الله ثمة حجاب، وكما قال حبيبنا المصطفى( ص) ، مامعناه، لِما لم تعودنى، إننى عند فلان المريض، فإن زرتنه، فستجدنى عنده، اللهم اشف كل من تأوه وتألم، أو حتى لم يحس بألمه، ولم يصرخ ألما، ولماذا ثمن الكشف بالمئات، مقابل خمس دقائق للكشف بالكاد، وقد سمعنا وقرانا دعوات الألاف لأطباء الغلابة، يدعون لهم بالرحمة والجنة، اللهم أشفنا وعافنا، واعف عنا، فلا شفاء إلا شفاؤك، ولا تتركنا نطرق أبواب هذه النوعية من ملائكة الرحمة، فهم أطباء بلا رحمة، يا ارحم الراحمين، يا الله، إنك على كل شىء قدير.

شاهد أيضاً

تعليم الجمهورية الجديدة بقلم : ا.د. محمد صالح الإمام

بقلم : ا.د. محمد صالح الإمام هذا برنامج لأمة اقرأ ننادي فيه المخلصين الوطنيين لمجابهة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *