بقلم: علاء ابوالمعاطي
منذ أن يولد الإنسان فهو مجبر على أشياء كثيرة لا دخل له وفيه ولا يملك الاختيارات للقبول أو الرفض. إنه اختيار إجباري. فهو لا يختار إسمه ولا يختار رزقه ولا يختار شكله وتكوينه. هذا قبل أن يولد. وعندما يولد ويعيش حياته لا يستطيع أن يمنع المرض عن نفسه ولا يستطيع أن يرفض إن يموت ويقول لا لن أموت الان. فأنت مخير في بعض الأشياء القليلة وعبد في باقي أمور حياتك. فلماذا التجبر والخيلاء والكبر فإنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا. إن المسلم الحق الذي يريد أن ينجو بنفسه من كل نكبات الحياة هو من يرضى دائما بقضاء الله وقدره وهو من يؤمن إن الحياة ماهي إلا رحلة قصيرة لآبد انها ستنتهي في يوم ما . فلما الجزع والخوف والطموح الذي ليس له نهاية في شئ قدر له من البداية الفناء؟ هذه ليست دعوة لليأس وعدم العمل والطموح ولكنها دعوة لوضع كل شئ في مقداره الحقيقي. فكل صعب سينتهي وكذلك كل سهل. ولابد للمؤمن إن يكون أمره كله خير إذا اصابته سراء شكر واذا اصابته ضراء صبر. نحن لانملك الارادة في أهم مراحل حياتنا لأن حياتنا متعلقة بأرادة الله عز وجل. نحن عبيد الله ولا نستطيع إن نحرك ساكنا بدون ارادته ومشيته سبحانه وتعالى. كم سمعنا عن فلان مات فجأة وهو في كامل صحته وريعان شبابه وكم من إنسان كان يمشي على الارض مرحا وأذله مرض مفاجئ. فلا تأمن للدنيا مهما ابتسمت لك ولا تحزن على شيء لأن الدنيا أهون عند الله من جناح البعوضة. دائما تذكر عبوديتك لله سبحانه وتعال وإن أمرك كله بيده. رفعت الاقلام وجفت الصحف.