الأحد , 20 أبريل 2025
الرئيسية » أقلام وأراء » صديقة الدكة الميمونة… أضحت ذكرى

صديقة الدكة الميمونة… أضحت ذكرى

بقلم: د. مروه نعيم

كانت هزيلة للغاية؛ يمتقع وجهها باللون الأصفر؛ تتعرق كثيرا؛ لا تجرى بطول (الحوش) و عرضه كسائر الأقران. تكح كثيرا فى الشتاء، و لا تفارقها المناديل احتفاء بنزلات البرد التى تعتبر جسدها الصغير (بيتها و مطرحها).
لقد كانت مريضة بالسكر!
و كان ذلك سببا كافيا لأن ينبذها الجميع و يتنمرون عليها. كانوا يسخرون من مرضها و يرفضون لمسها أو اللعب معها كى لا تعديهم! يتهامسون كلما ابتلعت حبة دواء مصيرية بقليل من ماء (الزمزمية) قبل تناول ساندويتشات الفسحة خاصتها.
نعم، لهذا الحد و أكثر يمكن لأطفال أبرياء أن يكونوا (جزارين) قلوب!
شاركتنى و صديقتى (دكتنا) الميمونة بالصف الأوسط. و رحبنا بها عكس سائر الفصل.
كنت أحبها و ارتاح فى صحبتها .. أضفى المرض عليها حزنا و حكمة و رزانة لا تنبغى لطفلة فى الصف الأول الابتدائي قط.
راق لى عقلها، و شجنها، و اقتسم وجدانى محنتها.
لم تطل البقاء معنا، و حولت إلى مدرسة أخرى.
ابكانى ذلك لفترة ليست بالقليلة.
و مازلت أذكر ملامحها و ادعو لها بظهر الغيب.
سلام عليك يا هبة أينما كنت.

شاهد أيضاً

شكر واجب… الشكر والتقدير لكل من ساهم فى بناء مسجد بمدرسة الشهيد محمد قاسم

يتقدم مجلس أمناء وإدارة مدرسة الشهيد محمد قاسم بابوطبل بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *