بقلم: عبدالبر علوانى
لا أدعي المثالية،ولا ألقي باللائمة على أحد،حين أتحدث هنا عن رسالة أظنها عظيمة ومسؤوليتها كبيرة،ألا وهي رسالة الشعر والشاعر
لقد انفصل بعض الشعراء عن كل ما يتصل بالحياة،وما يؤثر فيها،وكأنهم في شغل عنها،ولذلك جاء شعرهم طنينا ممقوتا،وضوضاء كاذبة،فلا هو يمس القلوب فيرققها ،ولا هو يسحر العيون فيجذبها،وإنما جميعنا إلا القليلين منا يجلبون المعاني،ويرصونها في آنية الشعر،فتأخذ شكله،وتأتي لا لون لها ولا طعم ولا رائحة،(كباسط كفيه إلى الماءليبلغ فاه وماهو ببالغه)؛وذلك لأننا نأخذه من مخلة الأسلاف وما تركوه لنا من دواوين نعيش عليها،نقلا وتقليدا فجا في المعاني والموضوعات والأساليب،وتناسينا أن الشعر في أجل صوره يأتي تعبيرا عن الحياة،وصورة صادقة للجمال،والموسيقى.
وعلى ذلك لست أسمي ما أكتبه شعرا،طالما أنه لا يؤدي رسالة ولا يصيب هدفا، فإن خرج ديواني إليكم فصلوا عليه صلاة الغائب،ولا تنظروا إليه بعين الرضا، ولكن قولوا مر من هنا ولد قد عاجله الأجل،ولد بلد.