نقله: سها عزت
ملأت السعادة قلبه بعد عقد قرانه على من اختارها قلبه، لم تفارق الابتسامة وجهه لحظة عقد القران، وكأنه طفل وُلد من جديد، وبعد الاتفاق على موعد دخول عش الزوجية، بعد أيام قليلة، اصطحب عروسته لشراء بعض مستلزمات الزفاف من مدينة دمياط، ولكن القدر لم يمهلهما حتى تكتمل فرحتهما، حيث تعرض العروسان لحادث أليم، أثناء عودتهما إلى محافظة كفر الشيخ، أسفر عن مصرع العريس في الحال، بينما جرى نقل العروسة إلى المستشفى بين الحياة والموت، ليتحول الفرح إلى مأتم، وتتحول صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى دفتر عزاء مفتوح، حزناً على المهندس الشاب «محمود أحمد شلبي»، ابن مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ.
«كان رايح يجيب ستاير لشقته هو وعروسته، علشان الفرح بعد أيام، وفجأة زنقت عليهم عربية تريلا أمام قرية الصيادلة ببلطيم على الطريق الدولي، وتوفي في الحال، بينما نقلت زوجته إلى المستشفى، كان فرحان يوم كتب كتابه ومبسوط علشان هيتجوز»، هكذا لخص أحمد نبيل، قريب الشاب المتوفي، آخر لحظاته قبل مصرعه في ذلك الحادث الأليم، الذي فرض حالة من الحداد على عدد كبير من البيوت في مدينة بلطيم.
وفي أثناء تشييع جنازة المهندس الشاب، ردد والده، الدكتور أحمد شلبي، كلمات أبكت المشيعين في جنازة ابنه، قائلاً: «اللهم اعقد قرانه في الجنة، واجعل نفوسنا راضية بقضائك»، لتتحول جنازته الشعبية التي حضرها الآلاف من أبناء مدينة بلطيم وقراها، إلى نوبة بكاء من الحاضرين.
كما تحولت عشرات الصفحات الشخصية لأبناء مدينة بلطيم على «فيسبوك»، إلى دفتر عزاء مفتوح، حزناً على المهندس الشاب، الذي راح ضحية حادث أليم، حيث نعاه صديقه «أسامة أحمد» بقوله: «كان عقد قرانه منذ حوالي ثلاثة أسابيع، وتم تحديد فرحه بعد أيام، وكان مسافر ليقضي أشياء خاصه بشقة الزوجية، وفرحه وحياته الجديدة التي تنتظره إلا أنه كان على موعد مع القدر ليعوضه إن شاء الله فرحاً في جنة الخلد، وبزفة إلى عروسه من الحور العين، ذهب للقاء ربه في حادث أليم أودى بحياته، ليخرج من هذه الدنيا الفانية، وإن شاء الله حياة أجمل وأسعد وأنقي تنتظرك ياعريس الجنة، تبدأ مراسمها اليوم تزفك الملائكة إلى عروسك من الحور العين، والله هو وحده عز وجل فيها نعم الأنيس ونعم الجليس وخير من نُزل به هو الكريم جل في علاه وحده سيوفيك أجرك ويعوضك فرحاً لا كدر فيه ولا همّ، فرحاً حقيقياً في الجنة خالداً فيها حسنت مستقراً ومقاماً مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً».