الجمعة , 15 نوفمبر 2024
الرئيسية » أقلام وأراء » انفلات الأمور يكمن في تولية المناصب لمضطربي الضمير

انفلات الأمور يكمن في تولية المناصب لمضطربي الضمير

بقلم :
ا.د. محمد صالح الإمام
عميد المعهد العالي للعلوم الإدارية

مما لا شك فيه ضرورة الاعتراف بالقلق الاجتماعي غير المسبوق والغريب والعجيب فيما يحدث من حوادث فريدة وغير مألوفة علي مجتمعنا المصري عموما؛ فما بين صديق خائن قلبه حجر يقذف بصديق عمره من أعلي الكوبري في عمق النيل؛وأخر يقتل علي باب المسجد شاب طاهر ادي صلاة العصر فيغدر به ؛ وشيخ يغتصب فتاة يحفظها كتاب الله!!!!!!!؛ وآخرين ملثمين يقتحمون مقهي بوابل من الرصاصات تقذف الرعب وتوقف القلوب وتتطاير الرؤوس فأدت إلي فقدان شاب صيدلي في مقتبل العمر فقطعت الأمل فيه ولأهله ولأحبائه؛ وآخري تقتل صديقتها غيرة لما أنعمت به عليها … وانتشار موتي الشذوذ والماديات والانحرافات والنزوات والشهوات وانعدام اللاخلاقيات التي أدت إلي انهيار القيم والأعراف والأخلاقيات !! يرجع السبب كله إلي فوضي الإدارات الدنيا والوسيطه واغراء المال والثراء الفاحش الذي عجز العقل عن تفسيره فأصاب البعض بالعجز الفكري والتشوهات المعرفية والخروج علي طيبة الحياة وطبيعتها … لذا أصبحت المسئولية علي علماء النفس والاجتماع والفلسفة كبيرة وعلي رجال المجتمع ورجال التعليم أن يعدوا النظر في معاهد ومؤسسات التعليم التي أنشئت تحت بئر السلم والمانحة للشهادات دون أدب المحاضرات وطاقة المدرجات ؛ لا توجد تنمية بدون تحقيق معايير للرقابة الذاتية …. فالمعاهد والمدارس الخاصة بؤر فساد والخطر الآني واللاحق في تلغيم التنمية الحالية … احترسوا فالخطر تربي وتكون ورسخ في منح الشهادات وتزويرها بدون إعمال العقل … ووجود دعائم تؤيد ذلك وتسانده …فعلي الجميع الخضوع لمبادئ علم النفس للوصول الي سبل أغوار النفس البشرية لإحداث التوازن الانفعالي والعودة إلي القيم الأخلاقية والتعليمات الربانية ؛ و ليتعظ الجميع من هذه القلوب القاسية التي نست الله فأنساها أنفوسها …. وليعلم كل غدار بأن من غدر به في طهارته سيلقي جزاء خيانته … والفرق كبير ما بين شهيد ومعدوم … لا نملك سوي الدعاء بالصبر للأهل والأحباب ولكل المخلصين ..و لا نملك إلا أن نتوجه إلي الله أن يقي بلدنا شر الفتن وشرور الاشرار وغدر كل غدار … وأن يعلي كلمة المحترمين الانقياء الاطهار وأن نحسن الاختيار لمن يشاركون في صناعة القرار … وأن نؤكد علي دراسة الأمن الفكري لمن يقع عليه الاختيار ولنبعد عن المجاملات والفاسقين والفاسدين من الأقارب ومن يتعاملون بالجنية والهدايا والدولار … اللهم احفظ بلدنا من ظاهري الوطنية باطني سمات وخصائص حي الباطنية بالمطرية ….
اللهم اغفر لشهدائنا المغدور بهم ولشهدائنا عموما واجعلهم في المقام المحمود وأن ترحمهم رحمة واسعة ….. واحفظ بلدنا من الضآلين المغضوب عليهم من رب العالمين وينالون الرضا من الشياطين ؛ وبشر الصابرين.

شاهد أيضاً

تعليم الجمهورية الجديدة بقلم : ا.د. محمد صالح الإمام

بقلم : ا.د. محمد صالح الإمام هذا برنامج لأمة اقرأ ننادي فيه المخلصين الوطنيين لمجابهة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *