قلم: ا.د. محمد صالح الإمام
في يوم المعلم مبروك لكل معلم فقد أتت الطبيعة بتكريم رسالتك والاعتراف بمكانتك حتى لا ننفصل عن الواقع أكثر من اللزوم !!
ما حدث منذ ساعات بمواقع التواصل الاجتماعي من انقطاع وانفصال يظهر مدى هشاشة حياتنا، وبعدنا عن الواقع والالتفات المطلق لحياة استعراضية وهمية افتراضية….. وكما يقول الكاتب والمفكر سليمان الطعاني
استفد من شبكات التواصل قدر الإمكان ولكن لا تتعلق بها ولا تأخذ أهميتك من خلالها، ولا تجعلها كل شيء في حياتك فقد تنهار في أي لحظة..وقد يكون انهيارها مخططاً له من قبل مالكيها ومن يدور في فلكهم ….حينها ماذا ستفعل ؟
لنستثمر شبكات التواصل لصالحنا وصالح أعمالنا ولكن لا نجعلها كل شيء في حياتنا حتى لا تنفصل عن الواقع… وقد جربنا ومررنا وأذقنا المر لأبنائنا في امتحانات التابلت والمنصات الإلكترونية وأهملنا أهمية المعلم وطرقه التدريسية الإبداعية في بناء الحياة العصرية .. وفقدان الثقة في التواصل الإنساني ورفعنا مكانة التواصل الآلي … فالانسانية تكليف والآلة وسيلة وقد تكون تدليس في صورة تشريف لا تأسيس .. والأخطر أن نمارس حياتنا في أدوات يمتلك سرها وتشغيلها والعبث بها غيرنا فقد ينسبُ التهكيرَ الأخير في مواقع التواصل الاجتماعي إلى طفل صينيّ ؛ مؤكدا علي قول عمرو بن كلثوم : إذا بلغَ الفطامَ لنا صبيٌّ .. تَخِرُّ له الجبابرُ ساجدينا .. فهل يا رجال التابلت نترك مصيرنا في أيدي صبياننا … أعلنت أشرف أو أجل من الذي يَبني وينشئ أنفسنا وعقولا.. سبحانك اللهم خير معلم..علمت بالقلم القرون الأولى.
ونحن علي أعتاب إستقبال عام دراسي جديد يلزم إعادة زاوية التفكير في تكريم المعلمين إذا أردنا تقديم عمل أمين في بناء وطن رصين وإذا أردنا الحفاظ علي قطار التنمية غير المسبوق فعلينا بعودة مكانة وقيمة وقامة الإنسان الذي سخر له كل مافي الأرض وما فوقها وما تحتها والقائم علي التكليف وهنا تتحقق جودة المنتج بتشريف وتتواصل الانجازات بتسخير كل الآلات في تحقيق أسمي الرسالات التي رفضتها الجمادات وتحملها الإنسان.