كتب: صلاح فهمى
فى الآونة الأخيرة رأيت همزا ولمزا على الأزهر ورجالاته ، رأيت سبا وسخرية على قمم عالية ورموز شامخة،وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.
وإنما دعانى إلى هذا أنه بين الحين والحين تظهر بعض الوجوه القبيحة، وبعض الأصوات الشاذة تحاول أن تنال من الأزهر في مناهجه وفي علمائه وفي شيوخه الأجلاء.
الأزهر يا سادة كان رجاله وما زالوا دوما الملجأ للشعب، هم الملاذ الآمن للشعب ليل نهار، والتاريخ يشهد على هذا:-
ففي سنة 1795 هبّ علماء الأزهر ضد طغيان المماليك، وطالبوا الحكام برفع الظلم عن الناس، فخضع مراد بك وإبراهيم بك لمطالب العلماء.
وحين ثار الشعب المصري على خورشيد الوالى العثمانى كان علماء الأزهر بزعامة عمر مكرم والشيخ الشرقاوي شيخ الأزهر هم الذين يتقدمون الصفوف، وهم الذين قرروا خلعه وتولية محمد على، واشترطوا عليه أن يحكم بين الناس بالعدل وفق نصوص الشريعة، وألا يُبرم أمراً إلا بمشورتهم، وإذا خالف هذه الشروط عزلوه.
وعندما تعرضت مصر للغزو الفرنسى (1798-1801) قامت الثورة ضد الفرنسيين من الجامع الأزهر ونادى علماء الأزهر في الناس بالجهاد.
وحتى حينما قامت الثورة العربية على الخديوي توفيق إنما قامت بدعم من علماء الأزهر الذين أصدروا فتواهم الشهيرة والتى حكموا فيها على الخديوي توفيق بالخيانة لدينه ووطنه والخروج من شريعة الدين، لأنه أوقع مصر تحت تيار العلمنة والتغريب وتسبب في احتلالها عام 1882.
وبعد أن وقعت مصر تحت الاحتلال الإنجليزي بدأ رد الفعل الإسلامى على يد الشيخ محمد عبده والشيخ رشيد رضا.
الجامع الأزهر هو الذى شهد أول رجل مسيحي يعتلى منبره ألا وهو القمص سيرجيوس مردداً: إذا كان الإنجليز يتمسكون بوجودهم لحماية الأقباط فليمت الأقباط ويحيا المسلمون أحراراً، ولو احتاج المسلمون إلى مليون قبطى فلا بأس من التضحية.
الجامع الأزهر هو الذى اعتلى منبره الرئيس الراحل عبدالناصر في 2 نوفمبر سنة 1956 واختار كلمات حماسية لطمأنة الشعب من آثار العدوان الثلاثي الغاشم على شعب مصر.
لم يكن الأزهر الشريف مجرد جامع وجامعة، بل كان شمسا جديدة تدور في فلكها رحلةُ العلم والثقافة والعقل، حاملة ضياءه إلى البلاد الفاضلة، وزارعة بذور المدارس والمعاهد والجامعات في الأقطار الجاهلة.
كم كان حارساً يقيم الدين والدنيا بما ينجب من العلماء الذين يمثلون بورعهم واستغنائهم وأخلاقهم وشجاعتهم أسمى خصائص القدوة الصالحة والأسوة الحسنة.
الأزهر ليس جامعاً وجامعة؛ بل هو رمز الإسلام والمسلمين.
رمز الإسلام والمسلمين فى تاريخهم التليد.
رمز الإسلام والمسلمين في حاضرهم المجيد.
رمز الإسلام والمسلمين في مستقبلهم السعيد.
إن الذين يهاجمون الأزهر وشيخ الأزهر اليوم تحت دعوى التجديد، أقول لهم: إن شعاركم مضلل يهدف إلى تجاوز التراث وهدم ثوابته، فالتجديد الحقيقي هو الذى يعود بالشئ إلى جدته الأولى بعد إزالة ما علق به من شوائب وهذا يعني الحفاظ على الثوابت الأساسية في التراث، والتجديد في إطار المتغيرات التى تقبل الاجتهاد.
إننا إذا أردنا أن يحترمنا العالم فعلينا أن نقدم الفكر الإسلامى الوسطى الذى يتبناه الأزهر، لأننا إذا تقدمنا إلى العالم من خلال العلمانية أو الاشتراكية مجردة عن الإسلام، فهذه بضاعتهم وهم أساتذتها، فما هو الجديد الذى نقدمه؟
إن العالم لم يعرف العرب قديما إلا بالإسلام ولن يحترمه اليوم إلا بالتمسك بوسطيته التى يتبناها الأزهر ورجاله.
يا ساحة المعمور لن تتقهقرى أبدا
ولن يخبو نداء المئذنة
ستضئ بالإسلام كل حياتنا
وتظل للقرآن كل الهيمنة
فانشر على الدنيا شعاعات الهدى
لا يشغلنك ما تلوك الألسنة.
وصدق ما قاله فضيلة الأستاذ الدكتور/ عباس شومان وكيل الأزهر سابقا: إن التعرض لإمام المسلمين جهل وسفه، فشيخ الأزهر ليس للأزهرين فقط،إلا أنني أرجوهم عدم ذكر هذا النكرة ،فاقتران اسمه باسم إمام المسلمين،ولو كان في معرض بيان تفاهة هذا الشخص الذي يفتري ويكذب وينشر الجهل منذ سنين لايليق،فليُشر إليه بصيغ التجهيل والتحقير،بينما يذكر إمامنا الذي لايحتاج دفاعا أصلا ،فالجبل الشامخ لايصل صوت النابحين لقمته،وحجارة صغيرة في يد أطفال لاتسقط الثمار ،ولكن لابأس من التعبير عن حبهم لشيخنا وبيان تفاهة هذا النكرة.
حفظ الله الأزهر وإمامه ورد كيد الكائدين ومكر الماكرين إلى نحورهم. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
شاهد أيضاً
الإمام الأكبر يستقبل وزير التربية والتعليم.. ويؤكد: التعليم هو الجدار الواقي لتحصين أبناءنا من الأمراض المجتمعية الخبيثة شيخ الأزهر: لابد أن يكون للتعليم شخصية مستقلة تتناسب مع تطلعات الأمة
نقله:محمد سيف شيخ الأزهر يحذر من الانسياق خلف الأنظمة التعليمية التي تحمل أهدافا غير معلنة* …