نقله : دكتوره فاطمة الحلوانى
التختروان» كلمة فارسية مركبة من جزءين : تخت + روان ، والتخت : السرير ، اما الروان: المتحرك
فيكون المعنى السرير المتحرك حيث يحمله جمل من الأمام وجمل من الخلف من خلال مسند خاص مصنوع من عارضتين ممددتين بشكل فني بحيث يستطيع الإنسان التمدد أو الجلوس بشكل مريح .
وقد استعمل التختروان في مصر لزفاف العروس في عدة عصور و استمر ذلك حتى القرنين الـثامن عشر و الـتاسع عشر و جزء من القرن العشرين وهو مصنوع من خشب الأرابيسك بجوانبه حشوات من تطعيم الصدف المفضض و العاج الأبيض وحوائطه الخشبية منحوتة بأشكال ونسق هندسية رائعة . كانت العروس تجلس بداخل التختروان وترى كل مايدور فى موكب زفافها ولا يراها أحد .
أول عروس تركب التختروان هى (أسماء بنت خمارويه بن أحمد بن طولون الشهيرة بـ(قطر الندى ) و هى من أشهر النساء اللاتى لقبن بقطر الندى فى تاريخ مصر ويرجع ذلك الى ما أحاط حفل زفافها من مظاهر البهجة و العظمة ، حين زوجها أبوها من الخليفة العباسى المعتضد ونظرا لظروف رحلة العروس الشاقة من مصر الى بغداد أمر الخليفة شيخ صناع الخشب و التحف بنحت تختروان من أمتن أنواع الخشب كالسنديان أو الزان و عمل أريكة من التختروان من أربع قطع من الذهب عليها قبة من ذهب مشبك فى كل عين قرط معلق فيه حبة من الجواهر لاتعرف لها قيمة ودكة من الذهب تضع عليها قدمها كلما دخلت الى حجرتها ويوجد بالتختروان ايضا اربع عساكر ( رجول ) من الذهب الوهاج مرصعة بالجواهر و وصلت القوافل محملة بأثواب من بيض الحرير وناعم الكتان مرصعة بأحجار كريمة ولؤلؤ و مرجان – مزج العطارون لها عبير السوسن والريحان لكى تغتسل وتتعطر- وطاف الموكب الرنان مزينا بشموع فاخرة ساطعة دون دخان حتى خرجت قطر الندى من مصر فى موكب عظيم برفقة عمتها وعدد من الكبراء والحشم وكانوا يسيرون بها سير الطفل فى المهد فكانت اذا وافت ( محطة ) فى الطريق بين مصر وبغداد وجدت قصرا قد فرش و به جميع ما تحتاج فكأنها فى مسيرها من مصر الى بغداد على ما كانت فى قصر أبيها