البداية، كانت عندما أخذ الشاب طايع عبدالفتاح وشهرته “طايع محمد أبو حمام”، الذي يبلغ من العمر 29 عاماً، على عاتقه مهمة إخماد حريق كان قد اندلع في منزل جيرانه يوم 10 من شهر يونيو الجاري، حيث جازف الشاب بحياته للسيطرة على النيران التي كادت أن تؤتي على الأخضر واليابس بالمنزل، حتى تمكن من إخماد الحريق بالتعاون مع الأهالي ولكنه أصيب بحروق بالغة، نٌقل على إثرها إلى المستشفى وتم إيداعه غرفة العناية المركزة بسبب خطورة حالته.
وعلى مدار الأيام السابقة، كانت الألسن تلهج بالدعاء للشاب “طايع أبو حمام” ابن مدينة القرنة، حتى يتم الله شفائه ويعود إلى منزله سالماً معافاً، إلى أن قدر الله نفذ وتم الإعلان عن وفاته متأثرا بإصابته، ، أحد أيام العشر الأوائل المباركة من شهر ذي الحجة، ليدفع الشاب حياته، ثمنا لشهامته في إنقاذ جيرانه، وذلك بعد قضائه أكثر من 13 يوماً في العناية المركزة.
أصدقاء الشاب ينعون وفاته
وخلال الساعات القليلة الماضية، تحولت دعوات أهل أصدقاء الشاب ومعارفه، من التمني بالشفاء إلى الترحم عليه، وتحولت صفحته إلى سرادق عزاء لنعيه، حيث قال أحد أصدقائه: “النار ولعت في بيت جيرانهم وراح ينقذهم أنا لله وإنا إليه راجعون ” .. وقال آخر “ذهب لإنقاذ جيرانه من النار فارتقت روحة لخالقها في أيام مفترجة بإذن الله”.. وقال ثالث “نعزي أنفسنا وأهالي مدينة القرنة في فقيدهم زينة الشباب طايع أبو حمام الذي رحل عن عالمنا اليوم ليلقى ربا كريما ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويلهم والديه وأقاربه وجيرانه وأحبابه الصبر والسلوان.. في الجنة ونعيمها بإذن الله”.
وتوالت منشورات النعي، حيث وصفه أحدهم قائلا ” نعزي أنفسنا في وفاة أعظم شباب القرنة المرحوم طايع حمام الذي نال الشهادة من أجل إنقاذ الجيران من لهيب النيران ورزقه الله حسن الخاتمة وخالص العزاء والمواساة للأسرة والعائلة في القرنة ونحتسبه عند الله من الشهداء.. رحمك الله وغفر الله لك يا شهيد”.