جريدة الدائرة الحمراء فى قلب الحدث
مقالات مشابهة
نقله:سها عزت
جثة مهشمة وغارقة في الدماء، آثارت الذعر والهلع في نفوس سكان منطقة البراجيل، لكن سرعات ما انكشف الستار عن تفاصيل تلك الحادث بسبب بشاعتها وأحداثها المأساوية، خاصة بعدما تبين أن غدر الصديق هو عنوان تلك المأساة.
على مدار فترة طويلة كان حسام وسيد يدا بيد يشدان من آذر بعضهما ويتتافسان سويا في حب الخير لبعضهما، حتى أنهما يكاد لايفترقان، فمعظم يومهما يقضيانه سويا داخل مغسلة يملكها ” حسام”، وكل همهما هو كسب المال لتكوين نفسهما فكلا منهما مشغول بشقته ويسعى لتشطيبها.
ذات يوم جلس حسام على كرسي مصنوع من البلاستيك داخل المغسلة علامات الحزن تظهر واضحة على وجهة، اقترب منه صديقه واضعا يده على كتفه ”مالك يا صاحبي”، لم يجد حسام أمامه غير صديق عمره في أن يُفضي إليه ويحكي له ما يخبأه في مكنون صدره.
بدأ حسام في فتح قلبه لصديقه ويخبره عن وجود مشكلة بينه وبين خطيبته ”أنا وخطيبتي متخانقين وفشكلنا الخطوبة”، ربط سيد على كتف صديقه ليخفف عنه الهم الذي يحمله على كتفه وحاول إخراجه من حالة اليأس والإحباط المسيطرة عليه، قائلا له ”متقلقش كل حاجة هتتحل”.
طلب سيد من حسام أن يعطيه رقم هاتف خطيبته ليتصل بها ويحاول إصلاح الأوضاع بينهما وإعادتها إليه ”هتلاقي أحسن منك فين يا صاحبي”، أمام كلمات صديق العمر انصاع الشاب لطلبه وأخرج هاتفه من جيبه وسجل له هاتف خطيبته ليتواصل معها ويقنعها بالعودة إليه.
يوما مر تلو الآخر، وحسام يطلب من صديقه أن يخبره بنتيجة الاتصال، فالأخير لم يجد سوى 3 كلمات لطمآنته ”دماغها ناشفة وبلينها”، فيسكت حسام على مضض وهو يعلم بأن صديقه يمكنه سماع صوت خطيبته ومحادثتها دونه.
15 يوما مضت حتى فوجئ على خبر كان أشد من سقوط صاعقة من السماء على رأسه، بعد علمه بخطوبة صديقه وخطيبته السابقة، تمنى وقتها ان تنشق الأرض وتبتلعه، أو كان لم يولد من البداية، فطعنت الغدر التي تلقاها في ظهره وقعها عليه أشد إيلاما من سهام الأعداء وسط المعركة.
أصبح حسام كالمجنون يبحث عن صديقه يريد أن يسمع منه جملة تطفئ النار التي تشتعل في صدره، وعند لقائهما للمرة الأولى بعد تلك الإشاعة، طلب منه أن ينفي تلك الأخبار ”قولي إن الكلام دا مش حقيقي”، لكن الصديق الذي خان العيش والملح لم يُسمعه ما تمنى، وأخبره أنه تعلق بتلك الفتاة وبادلته نفس المشاعر وقررا الارتباط.
استشاط الشاب المخذول غضبا، وسيطرت عليه حاله من الانتقام يريد أن يطفئ لهيب النار المشتعلة بداخله، واستدرج صديقه بعد أن أقنعه بأنه استسلم للأمر الواقع، واستقل خلفه دراجة نارية حتى وصلا إلى منطقة زراعية مُظلمة في البراجيل، وأطبق بكلتا يديه على عنق صديقه الخائن وأمسك بحجر وهشم به رأسه ولم يغادر حتى تأكد من مفارقته الحياة عقابا له على خيانته.
وصلت أنباء العثور على جثة مهشمة الرأس ويشتبه في الواقعة حنائيا إلى المقدم مصطفى كمال رئيس مباحث قسم شرطة أوسيم، فانتقل برفقة قوة من المباحث إلى مسرح الجريمة لكشف غموضها وتفاصيلها.
منذ الوهلة الأولى لمكان المعاينة تيقن رجال المباحث بأن الواقعة مرتكبها على صلة بالمتهم، خاصة أنه يحمل كافة متعلقاته ولم يُسرق منه شيئ، فتركزت مهمة البحث على دائرة معرفة الضحية، حتى توصل رجال المباحث إلى الخلاف الذي يجمع مؤخرا بين الصديقين، وبسؤال الصديق القاتل لم يُنكر ارتكابه الواقعة انتقاما منه.
”أيوة قتلته.. ولو صحي تاني هقتله.. أنا مش ندمان اني عملت كدا”.. أمام رجال المباحث وقف سيد يُدلي بتلك الكلمات، دون الشعور بالذنب أو الخزي، وراح يسرد تفاصيل الخلاف بينهما، وأن المجني عليه سرق منه قلب خطيبته بعد أن أوهمه بأنه سيتدخل للصلح بينهما وإعادتها اليه، لكنه تفاجئ بخبر خطوبتهما دون الاهتمام بمشاعره التي تعمد الضحية تجاهلها.
ووسط حراسة أمنية مشددة انتقل القاتل رفقة رجال الأمن وفريق من النيابة العامة إلى مسرح الحادث ليمثل أمامهم ارتكاب الواقعة، ودون رجال الأمن كافة التفاصيل التي أدلى بها المتهم وخط سيره برفقة المجني عليه وطريقة قتله، وأصدر رجال النيابة قرارا بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، واستدعاء الفتاة التي اختلف عليها الصديقان لسماع أقوالها، كما قرر قاضي المعارضات بالجيزة تجديد حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات، تمهيدا لإحالته الى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد.
