جريدة الدائرة الحمراء فى قلب الحدث
مقالات مشابهة
بقلم : خالد حسان
نقلا عن د محمد صالح الامام المستشار السابق لمادة علم النفس ووكيل الوزارة سابقا لمديرية كفرالشيخ التعليمية إذ يقول في مقال له :
ذكر أحد الأساتذة المبعوثين بعضًا من مشاهداته للمدارس في مدينة بيتسبرغ بالولايات المتحدة الأمريكية، أثناء فترة ابتعاثه.
وختم حديثه الماتع بقوله: إذا أرادت الأسرة معاقبة أحد أبنائها حرمته من الذهاب للمدرسة ليوم أو يومين؛ في إشارة إلى روعة وبهجة التعلم بتلك المدارس!!
ومبعث ذلك؛ الحركة المدرسية القائمة على الأنشطة الطلابية، تلك التي تغرس في النشء منذ الصغر قيمًا ومثلًا وسلوكيات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تأتي من المنهج المباشر المضمن في الكتب؛ فخذ مثلًا واحدًا، نشاط “كرة القدم” إذا تم بناؤه وفق نواتج تعلم تستهدف: التعاون، قوة الإرادة، احترام الآخرين، التدريب على القيادة، احترام القانون… تحقق ذلك بكل هدوء!
فالمعلم وهو يشرف على النشاط، يؤكد للطلاب أثناء اللعب على أن اللعبة جماعية؛ فيحقق التعاون. وعلى الجميع بذل الجهد وعدم الاستسلام إلا مع صافرة النهاية؛ فينمي الإصرار وقوة العزيمة. وأن المنافس خصم شريف له رغباته المشروعة في الفوز؛ فيعمّق احترام الآخر. وأن قائد الفريق يوجه فريقه ويصنع معهم القرارات المختلفة؛ فيصنع مشاريع قادة. وأن الحكم قاضٍ، يجب الامتثال لقراراته دونما اعتراض؛ فيكرّس إعلاء القانون…..
الشيء نفسه ينسحب على أنشطة: الجوّالة، المسابقات الفنية، والثقافية…. لابد من تحديد نواتج تعلم مسبقة، وتكون متضافرة ومرتبطة ارتباطًا عضويًا بالمنهج بمعناه الواسع، وإلا سيطغى النشاط على العملية التعليمية ويصبح مجرد تزجية للوقت، فتغدو مدارسنا كما قال الشاعر الهزلي:
لقد غدت المدارس في حماكم***تذر العلومَ وتلعب (الفوت بولا)
وهذه المعاني مهمة للغاية حيال أي شعب من الشعوب…. لذا؛ تفهمتُ قول “ونستون تشرشل” (رئيس وزراء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية) حينما سُئل بعد انتهاء الحرب؛ متى كسبتم الحرب؟
أجاب؛ كسبناها في ملاعب الكرة؛ حيث تعلم الناشئة في المدارس قوة الصلابة والتعاون وخلافه…
فهل يمكن لوزير التعليم وهو يمسك بمقاليد الوزارة في أيامه الأولى أن يعلي من شأن تلك الأنشطة الطلابية لإعادة الطلاب إلى المدرسة، من خلال إحداث ما يعرف ب”بهجة التعلم”؛ ونحقق السعادة المدرسية ، وتكون البداية من هنا؟
*ربنا يسعد بلدنا*
وبما سبق ارجوا من الجميع العمل على جذب الطلاب
