شهد مركز البرلس بمحافظة كفر الشيخ جريمة مروّعة أثارت صدمة وموجة غضب واسعة، بتعرّض طفل يبلغ من العمر 11 عامًا، ويدعى «أدهم. ح. أ»، طالب بالصف السادس الابتدائي، لاعتداء وحشي داخل منزل أحد جيرانه «الأكبر منه»، ما أسفر عن دخوله في حالة غيبوبة بين الحياة والموت، وسط مطالب شعبية ورسمية بمحاسبة الجناة وكشف الملابسات الكاملة للجريمة.
وفقًا لما رصدته كاميرات المراقبة ، تم استدراج الطفل أدهم من قبل 3 طلاب في المرحلة الإعدادية، تتراوح أعمارهم ما بين 13 و14 عامًا، إلى منزل أحدهم، وأظهرت التسجيلات المصورة دخول الطفل إلى المنزل «ممسوكًا من يديه»، وتبدو عليه علامات الخوف، ليبدأ فصل من الاعتداء الجسدي العنيف عليه داخل المنزل
ووفقًا لشهادة شهود العيان وأسرة المجني عليه، تعرض الطفل للضرب المبرح، ما أفقده الوعي، وبسبب عجز المتهمين عن حمله، قاموا بسحله لمسافة تُقدّر بـ150 مترًا على الأرض، وصولًا إلى سيارة خال أحدهم، في محاولة لنقله دون إثارة الشبهات.
تم نقل الطفل إلى مستشفى بلطيم النموذجي، حيث يرقد في قسم العناية المركزة في حالة حرجة، بينما كشفت الفحوصات الطبية عن إصابات بالغة، شملت كسرًا في الجمجمة، شرخًا في الفقرات العنقية، نزيفًا حادًا في المخ، كدمات وكسورًا متعددة، بجانب تهتك شديد في الأنسجة، وقطع في الأذن، مع إصابة الأمعاء والبنكرياس نتيجة الضرب العنيف
في تطور مثير للقلق، كشفت أسرة الطفل عن أن خال أحد المتهمين– وهو من قام بنقله إلى المستشفى– انتحل صفة والده، محرّرًا محضرًا في نقطة الشرطة التابعة للمركز، زاعمًا أن إصابات الطفل ناتجة عن «سقوط على الرخام»، غير أن محتوى كاميرات المراقبة فنّد هذا الادعاء بشكل قاطع.
وأشارت الأسرة إلى أن المتهم الرئيسي تم تسليمه لمركز الشرطة من قبل جده، لكنه خرج بعد قليل دون عرضه على النيابة العامة، ما أثار شكوكًا حول وجود محاولات للتستر على الجريمة
وتم القبض لاحقًا على اثنين من المتهمين الثلاثة، بعد تحرك أسرة الطفل بمرافقة الشرطة، وتم عرضهما على النيابة العامة للتحقيق.
بدوره، قدّم والد الطفل بلاغًا رسميًا يحمل رقم 6217 لسنة 2025 جنح بلطيم، يتهم فيه «ز. ر. ع»، و«أ. إ. أ»، و«ف. ن. ا» بخطف نجله وتعذيبه.
وناشد والد الطفل وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، بسرعة التدخل لكشف ملابسات الجريمة ومحاسبة المتورطين، مطالبًا أيضًا وزارة الصحة بنقل نجله إلى مستشفى مجهز على نحو أفضل، أملًا في إنقاذ حياته.
أثارت الواقعة حالة من الغضب على منصات التواصل الاجتماعي ، حيث تصدّر هاشتاج «حق أدهم لازم يرجع» صفحات مستخدمي فيسبوك وتويتر في محافظة كفر الشيخ، مع تداول مقاطع الفيديو والصور المرتبطة بالجريمة، وسط مطالبات بسرعة القبض على المتهم الثالث ومحاسبة كافة المتورطين، والدعاء للطفل بالنجاة.
فيما تنتظر الجهات القضائية تقرير الطب الشرعي لتحديد الملابسات الدقيقة للجريمة، في وقت تزداد فيه التساؤلات حول دوافع الجناة وما إذا كانت هناك خلفيات نفسية أو جنائية أعمق وراء هذا العنف غير المبرر، خاصة مع وجود شُبهات بوجود دوافع جنسية أو انتقامية.