نقله: طلعت المغازي
في لحظة فارقة بين الحياة والموت، ضربت الممرضة المصرية “شادية حسين” أروع الأمثلة في الشجاعة والتفاني. داخل أحد المراكز الطبية بمحافظة قنا، اندلع حريق مفاجئ نتيجة انفجار في منظم الأكسجين الموصّل بحضّانات الأطفال حديثي الولادة، مما هدد حياة ثمانية رُضّع يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي.
في حين هرع البعض من شدة الموقف، وقفت شادية ثابتة، مستعينة بالله، ثم تعاونت مع بعض الممرضات الشجاعات وشباب المنطقة المحيطة، وبدأت عملية إنقاذ دقيقة لا تحتمل التأخير. تواصلت سريعًا مع سيارات مجهزة لنقل الأطفال المولودين قبل ميعادهم، ونقلت كل طفل على حدة، متحدّية ألسنة اللهب والدخان الكثيف.
ورغم صعوبة الظروف وخطورة الوضع، نُقل جميع الأطفال بأمان، وتم إنقاذهم في الوقت المناسب.
شادية لم تنقذ فقط أرواحًا صغيرة، بل أعادت الأمل إلى قلوب آبائهم وأمهاتهم، الذين غمرتهم مشاعر الشكر والدعاء، وكرّموها على ما قدمته من بطولة نادرة.
إنها قصة تُثبت أن البطولة لا تحتاج إلى أضواء… بل إلى ضمير حيّ، وقلب لا يعرف الخوف.
شادية حسين، فخر لمصر، ومثال يُحتذى لكل من يعمل في مهنة إنسانية