أكد الإعلامي جمال الشاعر رئيس معهد الإذاعة والتلفزيون أن أخطر مشكلة ستواجه المجال العام في الفترة القادمة هي ” الهجوم على الرئيس وعلى الحكومة ” بسبب انهيارات لكيانات إعلامية نتيجة تفكيك مافيات الإعلان لأنها مسيطرة على سوق الإعلام حيث تصبح المشكلة بين النون والميم ” .
وقال الشاعر إن هناك طريقين أمام الإعلام حاليا إما الاتجاه إلى الترفيه والسحر والشعوذة وقنابل الدخان والإلهاء وإما الهجوم على الرئيس والحكومة ،فلا بديل عن أحد الطريقين لأن كليهما سيعيد “شباك التذاكر” وستعمل الوكالات الإعلامية.
لغة المصالح
وحول الحوار بين التلفزيون الحكومي وبين القنوات الخاصة قال إنهما لا يلتقيان إلا حين تلتقي المصالح أحيانا ولكن هناك مشكلة أن إعلام الدولة هو إعلام خدمة عامة لا يهدف إلى الربح ومن ثم فهو إعلام خالي الدسم بمعنى لا إعلانات فيه مثل إعلام هيئة ال”بي بي سي” البريطانية فهي ممنوع عليها وضع إعلانات لأن دافع الضرائب وهو المواطن البريطاني هو الذي ينفق على إدارة المؤسسة وبالتالي فالولاء للمشاهد والمواطن أما دخول التجارة والتسليع إلى مجال الإعلام فتأكد أن هناك تلوينا للمعلومة ولن تصبح مجردة.
وأشار إلى أن البعض يقول إن “إعلام الدولة” كان من قبل “إعلام الحكومة” ولكن الآن لدينا “نعما دستورية ” تتمثل في المواد 211 و212 و213″ من الدستور الجديد والذي أكد على استقلالية الإعلام وأمر بإنشاء مجلس أعلى لتنظيم الإعلام وهيئة للإعلام المسموع والمرئي وهيئة للصحافة إلى جانب نقابة للإعلاميين وبذلك ينضبط الفضاء الإعلامي ويكون هناك إعلام الخدمة العامة وهو إعلام الشعب وليس إعلام الحكومة والرئيس وتنتهي هذه الفوضى في الفضاء الإعلامي والسياسي.
إعادة تأهيل الكوادر
وحول خروج الكوادر المختلفة من التلفزيون المصري إلى القنوات الخاصة، قال الشاعر إن له جانبا سلبيا من تجريف المهارات وبالتالي إعادة تأهيل كوادر جديدة من خلال معهد تدريب الإذاعة والتلفزيون ولكن له أيضا جانب إيجابي كونه يضمن حدا أدنى للأداء المهني الإعلامي باستخدام محترفين من كوادر التلفزيون ، فالاعتماد على الهواة وغير الإعلاميين المؤهلين يؤثر سلبا على الأداء.
ولفت إلى أنه يرى أن الإعلام المسموع والمرئي يختلف عن الصحافة المكتوبة والاثنين يختلفان عن السوشيال ميديا ، وصحيح أن الصحافة المكتوبة تفيد الإعلام المسموع والمرئي في التحرير والصياغة لكنه يضر الإعلام من حيث البحث عن المانشيتات المثيرة على حساب المحتوى في كثير من الأحيان.
وحول دور معهد تدريب الإذاعة والتلفزيون قال إنه يعمل على مستويين أولهما مستوى ماسبيرو لإعداد الكوادر الإعلامية الإذاعية والتلفزيونية والتقنيات الجديدة أما المستوى الثاني هو الدراسات الحرة على المستوى العربي والأفريقي والمصري أيضا .
وأضاف أن هذا المعهد ” مثل ورش الذهب والألماس في شارعي الصاغة وخان الخليلي فبه الأساتذة الكبار المخضرمين الذين يخرجون إعلاميين منضبطين ومتميزين و”الأسطوات ” “.
كما تحدث جمال الشاعر عن كتابه بعنوان ” إعمل عبيط ” الذي صدر قبل ثورة 25 يناير وطرح شكلا من أشكال المعارضة للصالح العام وليس لشهوة نجومية المعارضة ولكنه تم تصنيفها على أنه كلام معارض وغير مريح وبالتالي بدأ التضييق عليه في مجال عمله.
وأضاف ” لكن معاناة أي صحفي وأي إعلامي أمام قطرة دم واحدة لأي شاب أو جندي أو شرطي لا يساوي شيئا بعد ما نراه من أحداث الآن لأن هذا الوطن يستحق الكثير”.
وأكد أن مصر هي أمريكا الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم العربي ليس بالفتونة والحجم الاقتصادي الكبير وإنما بالثقافة المصرية والتي تلعب نفس الدور الذي تلعبه الثقافة الأمريكية في العالم أجمع حاليا.
كما ألقى الشاعر خلال الفيديو عددا من قصائده الشهيرة مثل ” أصفق أو لا أصفق” و من قصائده العاطفية ” أنا رجل بلا ماض”.