بقلم: حمدي كسكين
بقلم / حمدي كسكين
كعك العيد في القرية قديما
قبل العيد بأيام تعلن حالة الطوارئ في البيت لا صوت يعلو علي صوت الاستعداد للعيد حيث تكون أمي قد انتهت من إعداد الدقيق وتجهيزه وغسل كل الأواني التي ستستخدم في عمل كعك العيد كانت النسوة في البيوت يتجمعن لنخل الدقيق تارة بالمنخل السلك وتارة اخري بالمنخل الحرير ثم يأتي الدور لنخله بالمنخل الحرير الامريكاني كان يتم عجن كعك العيد قديما في أواني واسعة حيث يستخدمون الطشت في عجن العجين والاواني الواسعة وبعد أن تفرغ أمهاتنا من مراسم العجن وتجهيزه يأتي دور إعداد كعك العيد
لم تكن معظم بيوت القرية المصرية تعرف البيتي فور والغريبة وأنواع البسكوتات الموجودة حاليا
كان الكعك عبارة عن كعك بشكل دائري يشبه الي حد بعيد عجلة الكاوتش وكانت النسوة والبنات الصغار يلتفون حول الطبلية منهن من تبرم الكعكة ومنهن من تجعلها في شكل دائري كان دور الصغار في هذا التوقيت نقش كعك العيد من خلال قطعة صفيح تباع في أسواق القرية اسمها المنقاش وغالبا لم يكن متوفرا في كل البيوت
وعند عمل البسكويت تثبت مكينة البسكويت علي حافة الطبلية ويقوم أحد الصبية بإدارة يد الماكينة والنسوة يغنون في بهجة وسرور ياكعك العيد يا احنا …يا بسكويت يا احنا في صوت جميل مازال يتردد صداه في أذني
وبعد الانتهاء من صنع الكعك في الفرن البلدي تقوم أمي بنقع الترمس والحلبة والحمص في مصدر ماء جاري حيث يتم تجهيزه لتقديمه للضيوف في العيد
كم كانت فرحتنا عندما نقوم بسرقة الكعك ونعطيه لصاحب المرجيحة لنستمتع بركوب المرجيحة بالعيد
لم تكن بيوت القرية المصرية تعرف ترف شراء الكعك والبيتي فور والبسكويت من مشاهير محلات الحلويات
ولم تكن قريتنا تعرف جنون نسوة هذه الأيام اللاتي يفتعلن الأزمات والمشاكل لشراء كعك العيد ويتفاخرن بشرائه من أشهر محلات الحلويات
كان للعيد فرحة وطعما وكانت أمهاتنا متعاونات لا يكاد رب الأسرة يشعر بارهاق أو أزمات لقدوم العيد
وكان كعك أمهاتنا لذيد وطعم وكنا نشعر بتذوقه بطعم الحياة الجميل