نقله :محمد طبنجة
في يوم عادي، خرج “محمود زهران الطويل”، الشاب ذو الـ25 عامًا، من منزله متجهاً نحو طبيب الأسنان، بابتسامة واثقة وبقلب مليء بالتوقعات والأحلام كان يخطط لتنظيف وتبييض أسنانه استعداداً ليوم ينتظره منذ شهور، حفل زفافه، الذي كان مقررًا بعد شهر لكن القدر كان له خطط أخرى، ولم يعد محمود كما كان.
قصة شاب لم يُمهله القدر ليوم زفافه
محمود، الشاب الذي درس في كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة حلوان، كان يطمح لمستقبل مشرق مقيم في مركز البدرشين بمحافظة الجيزة، كان محمود يعمل بجد ليصبح مهندسًا في واحدة من أكبر الشركات من يعرفه يشهد له بالتفاني والطموح، والسعي الدؤوب لتحقيق كل ما يحلم به.
حب وأمل.. ولكن النهاية كانت قاسية
منذ أكثر من عام، ارتبط محمود بالفتاة التي أحبها، “أمنية”. عاشا معاً قصة حب مليئة بالتفاؤل والأمل، حيث وعدها محمود بأن يخطبا في نوفمبر من العام الماضي. وبالفعل، تحقق الوعد، وبدأت الخطوة الأولى نحو بناء حياة مشتركة ومع مرور الأيام، بدأ الاثنان في التخطيط لحفل زفافهما، وتم تحديد موعده للشهر المقبل.
نزيف مفاجئ.. وداع بدون إنذار
توجه محمود إلى طبيب الأسنان كان يرى في هذا الموعد خطوة أخيرة نحو التحضير ليوم العمر بدأ الطبيب بتنظيف أسنانه، ولكن فجأة، أصيب بنزيف حاد لم يتمكن الطبيب من السيطرة عليه استمر النزيف لساعات، ليترك محمود في حالة حرجة.
ورغم كل المحاولات لإنقاذه، فارق محمود الحياة غطى جسده كفن الموت بدلًا من الثوب الأبيض الذي كان ينتظره لليوم الذي سيجمعه بحبيبته، تاركًا خلفه قلوبًا مكسورة وآمالًا ذهبت معه إلى القبر.
رسالة وداع قبل الرحيل
حالة من الصدمة والحزن الشديد خيمت على أهالي منطقة البدرشين أصدقاؤه وأقاربه تداولوا بكلمات مؤثرة منشورًا كان قد كتبه محمود على حسابه الشخصي قبل وفاته بثلاثة أشهر.
كلمات المنشور كانت توحي بقلق غريب يراوده: “كمية إنا لله وإنا إليه راجعون مُخيفة جداً وكأنه موسم سقوط الأرواح من أجسادها، وفاة تلو الأخرى، وجنائز لا تنتهي، رائحة الموت تفوح في كل مكان.. ربي إن كنا القادمون فأحسن خاتمتنا وتوفنا وأنت راض عنا”.
كأن محمود كان يشعر باقتراب موعده، أو كأنه ودع الحياة بكلمات تنبأت برحيله، تاركًا وراءه ذكريات وآلامًا لا تُنسى.
وداع مبكر
بينما كان الجميع ينتظر يوم فرحته الكبرى، رحل محمود فجأة لم يكن يتوقع أحد أن يتحول الاستعداد للزفاف إلى تجهيز جنازة الفستان الأبيض الذي كانت “أمنية” تحلم به، تحول إلى الحداد الأسود ومعه، دفنت كل الأحلام التي كانت تنتظر أن ترى النور قريبًا.