بقلم:محمد عبدالفتاح
صبـاح الخـير يـا بـلادي الحـلوة
لا زلت أذكر عم حمايه صاحب خلايا النحل .. الذى كان يأتينا من بيلا .. وله عندنا نحل . فى خلايا إسطوانية الشكل. . ولا زلت أذكر يوم قطف العسل .. عندما تخرج نساء القرية. .. بأطباق .. فيجود بعسله فرحاً مبتسماً.
ويحمل الأقراص الكثيرة . .ويشرع فى عصرها
وسط الدار..فى طشوت كبيرة …ونحن نتقى نحلة هنا. .فتلسعنا أختها..
ولا زلت أذكر عم حلمى النجار .. الذى كان يمكث عندنا .. أياما وأسابيع .. يصلح أضراس السواقى الخشبية .. أو تصنيع أثاث مما كان وقتها ..
كانوا يمكثون عندنا . يأكلون مما نأكل .. ولم نشعر أنه مسيحى .. وكانوا يمتنعون عن الطعام فى رمضان. . ويفطرون معنا فى المغرب
هكذا نشأنا . . وهكذا علمنا أولادنا.
وحتى اليوم .. يعزوننا ويستمعون القرآن فى مآتمنا .. ونشاركهم أفراحهم وأتراحهم.
ولا أنسي .. كلما مات مسيحى من المرابعين خرج أهل القرية جميعا .. يشيعونه إلى كنيسة سخا
ويستمعون العظات هناك.
ومن منا .. ليس له جار مسيحى .. أو زميل دراسة .. أو تاجر يعامله ..أو صنايعى يستعمله ..
نسيج المحروسة .. لا تفرق بين خيوطه .. مسلم أو مسيحى.
بلد واحد .. وجيش واحد. .. علم واحد ..برلمان واحد. . نيل واحد .
ارتوى منه الجميع ..
علموها أولادكم..
ولن نكون غير ذلك.
لماذا أقول هذا الآن ..
عندما تتعالى أصوات ناشزة . . تنفث نار الفرقة .. وتسعر لظى البغضاء.
بدعوى أن تهنئة الأقباط ….. كذا
وغالى بعضهم
أننى مسلم وأبى ليس قسيسا… وجدى ليس راهبا ..
قولوا ما شئتم .. سيظل بيننا الود ..
كلنا سنزول .. ومعروضون على جبار السماوات
وسيبقى وطن واحد. ..يرتوى من نيل عذب..
أنا مسلم . .
وأهنيء أحبتى الأقباط بأعيادهم
وأحب بلادى ..