بقلم: محمد عبدالفتاح
بينما أجلس فى الشرفة ..فى صباح أحد الأيام فى شهر مايو (أيار) … أحتسى شاى الصباح وأستنشق نسمات الصبح .. قبل أن تنطلق الشمس .. فتلهبنا بحراراتها .
وأمامى الطريق العمومى … إذ بصبى يمر بتوكتك بسرعة البرق ..
وما لبث أن انقلب على جانبه الأيمن .. على حيد الطريق (جانبه) .. فلم أنزل كوب الشاي من يدى
ولم أتحرك لنجدته .. رغم نزول الصبى .. يستغيث على قارعة الطريق ( إلحقووووونى)..
ففى الغالب لا آبه بصبيان التوكتك والموتوسيكل .. فقد درج الناس أن يتروكوها لأولادهم .. غير مقدرين عواقبه الوخيمة..
بل وكثير من الآباء يركب خلف نجله .. ويترك زمام القيادة .. لطفل أو صبى ..
من باب الرجولة المبكرة .. فتسارعه المصيبة العاجلة..
فلما طالت استغاثة الولد على قارعة الطريق .. توقفت سيارة آتية فى الاتجاه المعاكس ..ونزل رجلان .. وأقاما التوكتك النائم على جانبة .. فذكرنى ببقرة وقعت فى الساقية … وأنا أضحك ..
فلما اعتدل التوكتك .. إذ بالمنقذين يجذبون رجلا ضخماً .. كان محشورا فى التوكتك..
وشعرت بمعاناة الرجلين .. فما بالكم بذلك الضخم الذى يأبى التوكتك أن يُفلته ..
ذكرنى بحالات ولادة بقرة مُتعسرة .. وهم يَجذبون منها وَليدها ..
وبعد جُهد جَهيد .. نجح الرجلان فى تخليص الرجل .. وأخرجاه من التوكتك .. وتَساند بهما .. أو قل جَرّاه جراً .. وأقعداه على جانب الطريق..
وقبل أن يستقلا سيارتهما .. وينصرفا إلى وجهتهما ..
كان الصبى .. قد استقل التوكتك .. وترك الضحية ملقاة على الأرض .. ولاذ بالفرار ..
وهنا .. نزلت أطمئن على الرجل .. وأسأله إن كان يستحق الذهاب للمستشفى .. أو يرجع إلى بيته ..
فهل كنت محقا .. فى عدم تعاطفى للصبى ..
وعدم نفرتى لاستغاثته ..؟
عموماً .. لست بنادم ..