بقلم:محمد عبدالفتاح
عجبت لطلاب الجامعات . . وانشغالهم بسفاسف الأمر . . ونزوعهم إلى الدرس الخاص Cors كما يلقبونه .. لأنهم ألفوا كل شيء سهلاً
فتذكرت لما كلفنا دكتور سعد إسماعيل شلبى مدرس الأدب .. ببحث عن الشاعر الأمُوى غيلان بن عقبه الملقب بذى الرّمة.
ولم يكن لكليه التربية مبنى .. إذ كنا نحضر فى مدرجات كلية الزراعة ..
ولم يكن لدينا مكتبة .. ولم تكن بمحافظة كفر الشيخ إلا مكتبة قصر الثقافة . وأخرى بمبنى المحافظة ..
فكنا ننهل منهما ولا نشبع .. ولما كنا بصدد البحث .. فكنت أقرأ فى كتاب الأغاني .. لأبى الفرج الأصفهاني .. وتمنيت لو أتممت أجزاءه العشرين ..
كنا نشعر بلذة .. وتشعر أنك تعايش الشعراء
ربما ورثنا ذلك من أستاذى . دكتور سعد .. الذى كان يتبسط معنا فى الحديث .. وكانت رسالته للدكتوراه .. هى غيلان بن عقبه ..
وأنه لكى يكتب الرسالة .. سافر إلى السعودية .. ومكث شهورا .. مكان إقامة الشاعر .. ودرس طبائع قبيلته ..
وعاد لنا بهذا الفيض من العلم والأدب والخلق
ولم نكن نسمع عن كورسات .. ولم نرتدى مقطع البنطال .. وكان أستاذ الجامعة إنسان..
فلا ينسي أن يأتى بعدة كتب .. المقررة من تأليفه .. ويتركها ويخرج .. نفهم أنها لغير القادرين .. رغم أن أغلاهم .. كان كتاب اليسير فى النحو بأربعة جنيهات ..
وكنا نتعفف .. ويؤثر بعضنا بعضاً.
يا لها من ذكرى ..كانت محاضرة دكتور عبد الوهاب كامل أربع ساعات ..يفصلها بربع ساعه استراحة .. ما كان ليتنازل عن دقيقة منها..
علمنا أنه يأخد أجرها ..فلابد أن ينجزها .
أما رجل الإجتماع وصاحب أول مصحة نفسية دكتور محمد عبد الظاهر الطيب .. الذى لا تمل محاضرته .. التى هى قصص مرضاه .. وطرق العلاج .. ولكن تفاجأ بامتحانه ..
يعملك شفهياً أكثر منه كتباً ..
عكس دكتور محمود على السمان .. غث الشفوى سمين التحريرى ..
كلما قرأت كتبه .. عجبت كيف ألفها ؟
أعود إلى سهولة تحصيل العلم الآن .. والمبانى الفخمة .. والمكتبات الزاخرة . وتعدد الأستاذة بالقسم الواحد ..
وكثرة ما يخلعون عليهم من ألقاب ..
وانتشار آفات العصر بين طلابهم . . فى المظهر والجوهر ..
فقلت رحم الله ذياك العهد .. ورحم أبطاله.