كتب: محمد وهبه خطاب
ليس لديك وقت ولا توجد نسخة أخرى …
كثير منا يعيش الحياة كما يعيش أيام السنة الدراسية متراخيا ظنا منه أنه سيكون أكثر اجتهادا لاحقا وأن الاختبار آت فيما بعد، وحقيقة أنت في حياتك الآن في الاختبار، واختبار ليست له إعادة ولا يمكن تحسين نتيجته بعد انتهاؤه ولكن يمكنك قلب النتيجة تماما في أي وقت خلال الاختبار ذاته.
أقول مرة أخرى أنت الآن فعليا ممسكا بورقة الإجابة وتكتب فيها، كل ما سيأتي بعد ذلك هو تقييم لما بذلت في الاختبار أو مترتبا عليه.
ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنه ليس لديك وقت ..
ليس لديك وقت ولا تتوقع حياة أخرى تفعل فيها ما لم تفعله في هذه الحياة، لا توجد نسخة أخرى تستدرك فيها ما نمت وغفلت عنه .. نعم هي نسخة واحدة ،ربما تعي هذا لكن أفعالك بل وأفكارك تنفيه …
لا توجد نسخة أخرى ترتب فيها أولوياتك بالشكل الصحيح وتكن أكثر تركيزا في معرفة أحلامك وماذا تريد تفصيلا ..
لا توجد نسخة أخرى يقل فيها بحثك عن الراحة وتقديرك للكسل فتصبح أكثر نشاطا وأكثر إنجازا وتغييرا في حياة من حولك ..
تعش فيها دور البطل بينما تعيش الآن دور الضحية وتستأنس برفقة العديد من الضحايا ممن حولك تسلون بعضكم البعض
تكن فيها دائرتا الاهتمام والتأثير لديك أكثر اتساقا فتنفق وقتك فيما تؤثر فيه حقا لا ما يوفر لك حوارا شيقا أو حدثا مثيرا أنت في كل منها من المتفرجين
تكف فيها عن الشكوى من الانشغالات التي تعرف أنها أقل أهمية من أولوياتك ومسؤولياتك أمام الله وأمام من حولك
تصبح أكثر شجاعة في كنس حياتك مما فيها من شواغل زائفة لترتاع بحق من حجم مع عليك إنجازه وتحقيقه
ولا توجد نسخة أخرى تتزوج فيها امرأة أخرى فتكن أحرص على أن تجعلها أفضل مما كانت عليه يوم أن تسلمتها من بيت أهلها قبل أن يغزوها ويغزوك الملل والرتابة
لا توجد نسخة أخرى تتعلم فيها أن دعمك لنجاح زوجتك ورضاها عن حياتها وإيجابيتها فيها هي أعظم ما تقدمه لنفسك أولا ثم لزوجتك وأبناءك
لا توجد نسخة أخرى يكن لك فيها أبناء تربيهم مثل ما تطمح لا كما يتوقع منك الناس
لا توجد نسخة أخرى تدرك فيها أن نجاح كل من حولك هو دعم لنجاحك وتعزيز لفرصته الآن ولاحقا لا عكس ذلك .. وأن ما يمكنك تحقيقه من خلال نجاحهم يفوق 6 مليارات ما يمكن أن تحققه بنفسك
لا توجد نسخة أخرى تأخذ فيها بزمام المبادرة والتغيير فتقم من صفوف المتفرجين لتكن أنت اللاعب وأنت من يغير النتيجة ..
تخطو فيها طريقك بنفسك وتمهد فيها لغيرك سبيلا … ترمي فيها بالملعقة وتعلم أنك ما احتجتها منذ أن ولدت ولكنك أطعمت بها مرة فانتظرت من يطعمك بها في كل مرة وإلا لسيطر عليك الهلع والزعر من أن تسلك وحيدا …
وأن تكن فيها أكثر فخرا بكل يوم في حياتك فتشعر أن كل يوم هو في حد ذاته نموذجا للإتقان من بدايته لنهايته
وأن تكن أفكارك وأقوالك وأفعالك أكثر اتساقا
ولا توجد نسخة أخرى وليس هناك وقت لأن تهدد الآخرين بقطع أذنك إن لم يفعلوا لك كذا وكذا فتضيع من عمرك سنوات وسنوات بلا هم ولا همة وتظنه عقابا للآخرين وليس عقابا إلا لك أنت في أعز ما تملك
لا توجد نسخة أخرى تشعر أنها تعبر عنك لا عن آخرين كثيرين في حياتك يأخذ كل منهم ما يحتاج إليه منك فتنهي يومك وقد بدا أبعد ما يكون عن ما تسعى إليه أو ما يرسم على وجهك الابتسامة ويكن لك ذكرا طيبا وصدقة جارية بعد رحيلك
أن تكن فيها أكثر استعدادا للقاء ربك وترى أن كل ساعة فيها تسهم فيما ينتظرك بعد أن تعبر الجسر للقاء الأحبة
هي نسخة واحدة التي تمسكها بيدك الآن .. نعم الآن ..
وأفضل ما تفعله في الاختبار هو أن تنشغل بالاختبار …
لا يهم كم فات من الوقت .. فما ستفعله اليوم يمكن أن يحقق لك كل ما حلمت به في نسختك الأخرى
ولا تسوف فأنت لا تعلم متى تسحب منك الورقة أو يدق الجرس بانتهاء الوقت
أطلب ورقة إجابة جديدة وابدأ من الآن …
فكر في أهدافك التي تريد أن تكون قد حققتها حين تقول ” #حين_أرحل ” تفصيلا وتحديدا واعمل عليها من الآن فليس هناك وقت ..
#ليس_لديك_وقت
#لا_توجد_نسخة_أخرى
#الندرة_وهل_هناك_أكثر_ندرة_من_عمرك
#لا_يلزمك_أن_تصب_بالسرطان_حتى_تصلح_حياتك.