بقلم. محمد عبدالفتاح
جميلٌ أن تعيشَ اللحظةَ ، حتى وإن كانت طفاسةً ، المهم أنه شعورٌ صادقٌ ، أو قل تشوقٌ حاد لنفس اللحظة .
التصرفاتُ العفوية تبرهنُ على تِلكم المشاعر التى نكنها لأشخاصٍ نحبهم ، أو بالأحرى قد تكون أمنيات مُلحّة ، ورغباتٍ مكبوتهً .
عندما تسارعُ الأمُّ فى الرقص فى عُرس ولدها ، وتشاركها نسوةُ أخريات ، هى مشاعر مختلطة ، و رغبات مغايرة ، لكنها على أية حال ، مشاعر جميلة ، كلما تدخل البهجة على من حولك .
فكثيراً لا نحتاج إلى مظلة ، بل نريد من يبتل معنا ، فيعيش اللحظة ، وتتعانق المشاعر ، وتتآلف القلوب ولو زورا .
بكاء النسوة فى الجنائز ، هو أيضاً من باب التآلف وجبر الخواطر ، رغم أن كلا منهن تبكى لعلة مغايرة ، لكن صاحبة المصيبة لا تنسي من شاركها وحمل معها مصابها .
ومن حلت به مصيبة ، لا ينسي أبدا ً يداً ربتت برفق على كتفه ، أو من واساه ولو بكلمة ، وكذلك من راقب شامتا على بعد .
ميز الله الإنسان بالمشاعر ، والمشاعر وعاء الروح ، تنسكب فيها البسمات والعبرات ، والحب والكره ، والرحمة والقسوة .
فما أجمل الأرواح المتشابهة ، التى تتعانق للتغلب على ويلات الحياة .