جمعنى ظرفُ عملٍ ، تلك الأيام الماضية مع بعض أصحاب حرف الدال ،( رغم حبى لكثير ممن عرفت منهم) ، توقعت أن تكون تلك الدال قد أنارت عُـقولَـهم ، ورَفعت مُستوى تَفكيرهم ، ومَهدت طرقَ التّـعامل العبقرى مع البشر ، وسَـمت بأخلاقـهم لتدفع المجتمعَ للسمو بِـقدرهم .
لكنّـى وجدتها عُـقداً مُـعقدةً من دُخان ملأ عُـقولهم ، تظهر على شكل دفعات دَبشٍ فى كلامهم ، فما أتموا جملة حتى عَقدوا المُعقّـد ، وكسّـرُوا المُكسر ، وخلقوا حواجز جهلية ، وسدودا أسمنتية من فرط جهلهم ،
فقلت ما أشبه الدال بالذال ، وما أشبه اليوم بالبارحة ، ولكن شتان !.
خلعوا على أنفسهم حرفاً غيرَ الحرفِ الذى يَستحقُون ، فهُم إلى الذال أقرب ، وبها أجدر.
من تِلكُم الدالِ العريقة ! .
ويبدو أن الجاحظَ علامةَ العرب ، ونابغةَ عصره ، ابتُـلى بذات بَـلواى .
لمّـا وصفَ أحمد بن عبد الوهاب ، وصفاً كأنما كان معى وقابَـل صُحبتى .
فقال: كان أحمد بن عبد الوهاب مُفرِطَ القِـصر ،ويَـدّعى أنّـه مُـفرطُ الطُـّول ، وكان مُـربعاً وتَـحسَبه لِـسعةِ جُـفرته واستفاضة خَـاصِرته مُـدَورا ،وكـان جَـعد الأطراف ، قَـصير الأصـابع ،ويَدعى السّباطـةَ والرّشـاقة.
وكان طويـــلَ الظّـهر ، قَـصير عَـظمِ الفَخذِ ، ويدّعى أنّـه طَـــــــويل البـَاد ، رفيعَ العمادِ .
وكان كثيرَ الإعتراضِ، لَـهْجاً بالمِراء ، شديدَ الخِلاف ، مُتتابعاً في العِـناد .
مُؤثِـرا للمُغَالَـبة مع إضلال الحُجة ، والجهل بموضع الشّبهة ، قصيرَ الزّاد كثيرَ الخَـطرفة ، والعجز عند التوافق والمحاكمة .
وكان قليلَ السّماع ، لا ينطقُ عن فِكر، يَثِـق بأولِ خاطرٍ .
فضحكت فى نفسي ، وقلت ،منك لله أيها الجاحظ .
ليتنى ما حفظت كتبك ، ولا أعجبت بعبقريتك ، ليتك رزقت دالاً ، فكنت ذالا ً 😂😂